الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 29 أغسطس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شريعتك في وسط أحشائي
هأنذا جئت. بدرج الكتاب مكتوب عني: أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت. وشريعتك في وسط أحشائي ( مز 40: 7 ،8)
إنجيل يوحنا الذي يكلمنا عن المسيح كالمُحرقة، يكلمنا أيضاً عن المسيح كالتابوت المكوَّن من الذهب النقي وخشب السنط (الخشب الذي لا يفسد). فالذهب النقي (لاهوت المسيح)، مع خشب السنط (ناسوته الكامل القدوس) يظهران في قول البشير يوحنا: "والكلمة (الذهب النقي) صار جسداً (الخشب الذي لا يفسد) وحلَّ بيننا" ( يو 1: 14 ). ويُخبرنا الوحي أن التابوت كان فيه من داخل لوحا العهد، أو الشهادة، ولذا سُميَ تابوت الشهادة. فالمسيح كمَنْ كان التابوت رمزاً له، وُضعت الشريعة في أحشائه، فتمت فيه الكلمات "شريعة إلهه في قلبه، لا تتقلقل خطواته" ( مز 37: 31 ).

ومزمور40 يحدثنا عن المسيح باعتباره المُحرقة، فنقرأ القول: "أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت. وشريعتك في وسط أحشائي".

وهناك ثلاثة مواقف عظيمة في حياة المسيح تُرينا كيف كانت شريعة إلهه في وسط أحشائه:

1 ـ في حياته: عندما جُرِّب الرب من إبليس (مت4؛ لو4) كان بمقدوره أن يُجيب على هذا المجرّب بأكثر من أسلوب. إن أية كلمات تخرج من فمه هي كلمات الله، لأنه هو الله ( يو 17: 12 ، 18: 9). ولكن كان جواب الرب على إبليس .. "مكتوب .. مكتوب .. ومكتوب أيضاً".

2 ـ فوق الصليب: اقتبس ـ تبارك اسمه ـ في صرخته المدوّية الكلمات الأولى من المزمور الثاني والعشرين، ونقرأ في إنجيل يوحنا هذه العبارة المؤثرة التي تسبي قلوبنا: "بعد هذا رأى يسوع أن كل شيء قد كمل، فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان". فالوحي يؤكد أنه قال: "أنا عطشان" لا لكي يروي ظمأه، بل لكي يتمم المكتوب ( مز 69: 21 )!

3 ـ بعد القيامة: التقي مع تلميذي عمواس، وابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب ( لو 24: 27 ). إنه خلال تلك الرحلة العجيبة التي استغرقت معظم نهار ذلك اليوم، لم يكن له من حديث سوى "ما في الكتب".

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net