الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 أغسطس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التعجب المقدس
وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة ( لوقا 2: 18 )
علينا ألا نتوقف عن التعجب من معجزات إلهنا العُظمى، إنه لمن الصعب جداً أن نخط خطاً يفصل بين التعجب المقدس وبين العبادة الحقيقية. فالنفس عندما تُغمر بجلال المجد الإلهي فإنها حتى لو لم تعبِّر عن نفسها بأغاني التسبيح، أو لم تحنِ رأسها في صلاة متضعة، تظل قادرة أن تمجد الله في صمت. إن إلهنا المتجسد الذي نعبده قد وصفه الكتاب بأنه "عجيب". لقد نظر إلهنا إلى مخلوقه الساقط ـ الإنسان ـ وبدلاً من أن يزيحه بعيداً نحو وهدة الهلاك، فإنه أخذ على عاتقه أن يفتديه، وأن يؤدي بدلاً عنه ثمن الفدية. إنها لمعجزة من معجزات النعمة حقاً أن يأتي الرب يسوع من أمجاد بيت الآب في الأعالي، وأن يتحمل العار والعذاب على الأرض من أجلي أنا ومن أجلك أنت.

ألا يجعل هذا النفس تتعجب وتُذهل. إنه لشعور طبيعي أن يذهب لب المرء أمام شيء كهذا. ولسوف يقودك التعجب المقدس إلى تقديم العبادة القلبية الشاكرة المعترفة بالجميل. إنه سينشئ فيك ترقباً إلهياً فتصبح خائفاً من أن تخطئ إلى محبة بهذا المقدار. وإذ تشعر بالحضور الإلهي في بذل ابنه الحبيب، فإنك ستخلع نعليك لأن الأرض التي أنت واقف عليها مقدسة. وفي الوقت نفسه سيحرك هذا الشعور في نفسك رجاءً مقدساً. فإذا كان الرب يسوع قد قام بشيء عجيب كهذا من أجلك، فإن السماء نفسها لن تصبح أكبر من توقعاتك. فمَنْ ذا الذي يمكن أن يدهش بالفعل عند المذود أو عند الصليب؟ أي أمر عجيب يمكن أن يفوق في العجب ما قام به المخلص؟

أيها القارئ العزيز، ربما تكون غير قادر ـ بسبب وحدتك أو هدوء حياتك ـ أن تفعل مثلما فعل رعاة بيت لحم، الذي أخبروا بما رأوه وسمعوه، ولكنك تستطيع ـ على الأقل ـ أن تكمل دائرة الساجدين أمام العرش بأن "تتعجب" لكل ما صنعه الله لأجلك.

يا لسرٍ مستحقٍ بالإيمان للقبول
لا يسوغُ البحث فيه فهو يفوق العقول
فهلم بالسجود بخشوع مستديم
قدسوا ربَ الجنودِ فهو السيدُ العظيم

تشارلس سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net