الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 15 سبتمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اليوم زهور وغداً في التنور
فإن كان عُشب الحقل الذي يوجد اليوم ويُطرح غداً في التنور، يُلبسه الله هكذا، أَ فليس بالحري جداً يُلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟ ( مت 6: 30 )
يصف الكتاب المقدس البشر عموماً بأنهم مثل العُشب. ونجد هذا في أماكن كثيرة من الوحي، فيقول أيوب: "الإنسان مولود المرأة، قليل الأيام وشبعان تعباً. يخرج كالزهر ثم ينحسم ويبرح كالظل ولا يقف" ( أي 14: 1 ،2). كما يقول داود النبي "الإنسان مثل العشب أيامه. كزهر الحقل كذلك يُزهر. لأن ريحاً تعبر عليه فلا يكون، ولا يعرفه موضعه بعد" ( مز 103: 15 ،16). وهو نفس ما يؤكده إشعياء النبي "صوت قائلٍ نادِ. فقال بماذا أُنادي؟ كل جسد عُشب، وكل جماله كزهر الحقل. يبس العشب، ذبل الزهر، لأن نفخة الرب هبت عليه. حقاً الشعب عُشب! يبس العُشب، ذبل الزهر. وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد" ( إش 40: 6 -8).

وفي العهد الجديد نجد نفس هذه التشبيهات أكثر من مرة؛ فمثلاً يقول الرسول يعقوب في رسالته "الغني ... كزهر العُشب يزول. لأن الشمس أشرقت بالحر، فيبَّست العُشب، فسقط زهره وفنيَ جمال منظره. هكذا يذبل الغني أيضاً في طرقه" ( يع 1: 10 ،11).

آه، كم من أُناس كانوا بالأمس في مجد وهمي، وطُرحوا اليوم في التنور، إذ سافروا إلى الأبدية دون توبة وبلا إيمان. واليوم أيضاً كم من أشخاص مُعجبين بأنفسهم ومختالين، وينسون الحقيقة الأكيدة أنهم في النهاية مجرد عُشب. ويقول المرنم في المزمور "إذا زَهَا الأشرار كالعُشب، وأزهر كل فاعلي الإثم، فلكي يُبادوا إلى الدهر" ( مز 92: 7 ).

لذلك فإني أوجه التفات القارئ العزيز إلى ذاك الأبرع جمالاً من بني البشر، والأعظم من سليمان، والذي ارتضى لأجل خلاصنا أن يكون "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه" ( إش 53: 2 ). بل وقَبِل أن يدخل إلى تنور غضب الله، وأن يحتمل نار العدل الإلهي الرهيب ليكسونا بمجده الذي فاق مجد سليمان.

إن أقبلت إلى المسيح بالإيمان وقبلته في قلبك، سيكون من نصيبك لا حريق التنور ولا حتى أمجاد الزهور، بل سيكون من نصيبك بر الله من الآن، ومجد الله عن قريب.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net