الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 21 سبتمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
راعوث ومكافأة الإيمان
فقال بوعز للشيوخ ولجميع الشعب: أنتم شهودٌ اليوم.. راعوث الموآبية.. قد اشتريتها لي امرأة .. فأخذ بوعز راعوث امرأة ( را 4: 9 -13)
انظر ماذا فعل بوعز. لقد أخذ الفتاة الموآبية، التي لا شيء لها. وإذ قد رفع شأنها بعد أن كان وضيعاً، فإنه يقول للشعب: "أنتم شهود اليوم ... راعوث الموآبية .. اشتريتها لي امرأة". فأغنى مَنْ في الأرض يأخذ امرأة فقيرة، كانت تستجدي قوت يومها، ويقول إنه اشتراها لتكون له امرأة.

مما لا شك فيه أنه قد صار على راعوث من تلك اللحظة أن تتصرف بما يقتضيه هذا المقام العجيب الرفيع الذي وُضعت فيه كعروس لبوعز. فهل يمكن أن يدور بخُلدك احتمال أن تخجل راعوث من الاعتراف ببوعز كعريسها؟ وهل يمكن أن تتوقع أن تشعر راعوث بالعار أمام الآخرين حين تظهر مع بوعز كزوجها، ذلك الرجل جبار البأس، الذي خلَّصها من حالتها التعيسة وحياة العدم، الذي لم يكفيه أن يحسن إليها بإحسانات مادية، بل أعطاها نفسه بجملتها وماله ليكون لها الكل؟

وماذا عنا نحن أيها الأحباء؟ ما هو رجاء الكنيسة؟ وما هو رجاؤك أنت؟ ما الذي ترجوه في السماء؟ هل تريد بيتاً لك؟ شكراً لله فنحن لنا هناك ما هو أفضل من البيت، هناك شارع المدينة من ذهب، وسورها من يشب ( رؤ 21: 18 -20). ولكن ليس هذا هو رجاؤنا، بل الرب المبارك نفسه. إن النعمة لا يكفيها أن تعطينا بيتاً، مهما كان هذا البيت جميلاً. ولكن الرب لا يمكن أن يعطينا ما هو أقل منه هو ذاته شخصياً. إنه "ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي".

أخي .. أختي .. لنتفكَّر في هذا. فنحن قريباً جداً سنكون مع الرب. ألا يدعونا ذلك لأن نحيا هنا باذلين أنفسنا لأجله؟ ألا يحق أن نقول للعالم: "ليس لي أي تعامل معك، فأنا غريب هنا ولست منك. وما أنا هنا إلا لكي أشهد على الشر الذي يجري فيك". وهنا تكفينا ابتسامة الرضا من ربنا المعبود مكافأة لنا على هذا، ونحن نسمعه قائلاً: "نعِّما أيها العبد الصالح والأمين! كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيدك".

أختي، إن الرب آتٍ سريعاً، فهل تعيشين له وحده؟

أخي، إن الرب آتٍ سريعاً، فهل تحيا له وحده؟ نعم. لا تخجلوا البتة من المسيح، الرب المبارك، الذي هو آتٍ سريعاً، ربما اليوم.

هـ.ل. هايكوب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net