الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 26 سبتمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التقي الحقيقي
... وسُمع له من أجل تقواه ( عب 5: 7 )
من بين مئات الأتقياء على مرّ العصور، يبرز أمامنا "التقي" بـ (ال) التعريف؛ شخص ربنا المعبود يسوع المسيح. لقد قصد الله أن تكون حياة التقوى ومخافة الرب هي التي تميز الإنسان على الأرض في علاقته به. وهذا ما نراه بمنتهى الوضوح في ذلك التقي الحقيقي، الذي وُصف بهذا الوصف الكريم في العهد القديم بأقسامه الثلاثة: ناموس موسى، والأنبياء، والمزامير ( لو 24: 44 ).

ففي الناموس مكتوب عنه "رَجُلك الصدِّيق (أو التقي godly)" ( تث 33: 8 )، وفي الأنبياء نقرأ أن "عليه روح الرب ... روح ... مخافة الرب، ولذته تكون في مخافة الرب" ( إش 11: 1 -3)، وفي المزامير نسمعه يخاطب الله بروح النبوة قائلاً: "... لن تدع تقيك يرى فساداً" ( مز 16: 10 ). كما أن له ذات الوصف في العهد الجديد أيضاً "سُمع له من أجل تقواه" ( عب 5: 7 ).

"ولذته (أو عطره) في مخافة الرب"، فلقد عاش حياة التقوى والمخافة متلذذاً بها إذ كانت هي طابع حياته ـ له المجد، وكانت هي عطره الزكي والممَّيز "رائحة المسيح الزكية" ( 2كو 2: 15 ). وعلى قياس ما هو مكتوب عنه "رئيس الإيمان ومكمله" ( عب 12: 2 )، لنا أن نقول إن مظاهر التقوى ومخافة الرب ظهرت معاً في نسق بديع، وجمال فريد في شخص الرب يسوع. كما أنه كل حياته على الأرض قد قطع المشوار كله، كل لحظات حياته، تقياً، في جو المخافة عينها.

فهو ـ على سبيل المثال ـ القدوس الذي بلا شر ولا دنس ( عب 7: 26 يو 2: 14 )، وهو المهتم الأول بالصلاة والتسبيح ( مز 40: 8 رو 16: 17 مز 22: 1 يو 14: 31 )، وهو الذي كانت شريعة الله في وسط أحشائه ( يو 17: 26 ؛ تث17: 15)، وهو الحكيم وحده، بل والحكمة نفسها (رو16: 17؛ أم1: 20، 9: 10)، وهو المتكل الفريد على إلهه (مز22: 1،10؛ مز40: 3)، وهو الذي أحب الآب وأطاعه إلى المنتهى (يو14: 31؛ تك22: 12)، وهو المهتم جداً باسم أبيه ومجده (يو17: 26؛ ملا3: 16) له كل المجد.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net