الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 7 سبتمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ماذا بعد هذا ؟
هل مجاناً يتقي أيوب الله؟ ( أي 1: 9 )
قديماً كان هذا السؤال الشرير من الشيطان عن هذا الرجل الصالح "أيوب". ولكن يوجد في الوقت الحاضر كثيرون يمكن أن يسأل عنهم ـ بحق ـ هذا السؤال. لأنهم يحبون الله ـ طبقاً للمألوف الشائع ـ فقط لأنه أنجح طرقهم. ولكن إذا ما ساءت الأمور معهم فإنهم يتخلون عن إيمانهم الذي سبق أن تباهوا به. فطالما كانت الأمور تسير معهم سيراً حسناً منذ تغيرهم المفترض، فإنهم سيحبون الله بطريقتهم الجسدية التعسة، ولكن إذا ما تعرضوا لظروف معاكسة تجدهم يتمردون على الرب. فهم يحبون المائدة لا المُضيف، ويحبون خزانة الطعام لا رب البيت.

أما المسيحي الحقيقي فيتوقع أن يعاني المصاعب في حياته الحاضرة وأن ينال مكافأته عند كرسي المسيح.

لقد كان الوعد في العهد القديم بالنجاح الأرضي، ولكن وعد العهد الجديد مختلف تماماً. تذكَّر كلمات المسيح: كل غصن فيَّ لا يأتي بثمر ينزعه". وكل ما يأتي بثمر ـ ماذا عنه؟ "ينقيه ليأتي بثمر أكثر". فإذا أتيت بثمر فستتحمل آلاماً. قد تقول: يا للحسرة، هذه توقعات مزعجة، ولكن هذه الآلام تتمخض عن نتائج ثمينة. فالمسيحي الذي يكون موضوعاً لها، لابد وأن يتعلم أن يفرح في الضيقات، لأنه إذ تكثر له الضيقات، تكثر له أيضاً التعزيات بالرب يسوع المسيح. فاسكن إذاً مطمئناً، فإن كنت ابناً لله، فلن تكون العصا غريبة بالنسبة لك. إن كل قضيب ذهبي لا بد ـ إن آجلاً أو عاجلاً ـ أن يجتاز في النار، فلا تخف بل بالحري افرح أن هذه الأوقات المُثمرة مُذخرة لك. لأنه فيها ستُفطم عن الأرضيات وتُهيأ للسماويات، وتتخلص من الميل إلى الحاضر المنظور ويتولد عندك الاشتياق للأمور الأبدية التي ستُعلن لك عما قريب. فإذا ما شعرت أنك ـ فيما يتعلق بالوقت الحاضر، تخدم الله مجاناً، فستفرح عندئذ بالمكافأة المستقبلية التي لا نهاية لها.

أبشروا بالنصرِ أيها الأجناد

حاضروا بالصبرِِ في وقتِ الجهاد

تخرجوا بالنصرِ تبلغوا المُراد

تفرحوا بالأجرِ من ربِ العباد


تشارلس سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net