الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 9 يناير 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الذي بجلدته شُفيتم
تأديب سلامنا عليه، وبحُبره شُفينا ( إش 53: 5 )
( 1بط 2: 24 )

الضربات الشافية

الضرب! .. يا للعجب! إن الضرب لظهر الجهّال كما يعلمنا الحكيم ( أم 19: 39 )، وناموس موسى قضى بأن يحكم القضاة على مُذنب مستوجب الضرب بطرحه وجلده، على ألا تزيد جلداته على الأربعين ( تث 25: 1 -3). أما الرب يسوع فقد كان أمام الناس وأمام الله بلا خطية وبلا ذنب، والحاكم الروماني قال عنه «لم أجد في هذا الإنسان علة» ( لو 23: 14 )، والآب من السماء أعلن أنه وجد مسرته في ابنه الحبيب ( مت 3: 17 إش 50: 6 ). ومع ذلك، عن هذا الكامل الذي بلا عيب وبلا خطية، نقرأ القول: «بحُبره (بجلداته) شُفينا». ولنقلب صفحات نبوة إشعياء، لنقرأ فيها كلمات العبد المتألم نفسه «بذلت ظهري للضاربين، وخديَّ للناتفين، وجهي لم أستر عن العار والبصق» ( مت 26: 67 )، وتمت هذه الكلمات بالحرف الواحد عندما لكمه اليهود ولطموه وبصقوا في وجهه، وعندما جلده العسكر الأمميون (مت26: 67؛ 27: 26).

وإنها لفاجعة أمام القلب التقي المتعبد للرب، أن يتأمل في تلك الإهانات الصادرة عن أُناس قساة شرسين، لكنها ليست هي الضربات التي بها شُفينا. إن المتألم القدوس وقعت عليه ضربات من يد الله كما من يد الناس «لأن الذي ضربته أنت هم طردوه» ( مز 69: 26 ).

يشير "الضرب" في الكتاب المقدس إلى توقيع دينونة إلهية. ويا له من أمر عجيب ومُدهش أن ينصب الغضب الإلهي على الرب يسوع، وأن يتم لنا بضربه الشفاء!!

إن طرق نعمة الله ليست كطرقنا، فالعبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يفعل بحسبها، فبالعدل يُضرب كثيرًا ( لو 12: 47 ). أما ربنا يسوع المسيح الذي علم ما هي إرادة الله، وأطاع تلك المشيئة إلى النهاية، فبالنعمة تحمَّل في نفسه ضربات غضب الله، وبضربته شُفينا.

إن عصا التأديب النازلة على "شخص آخر" هي التي استطاعت أن تأتي لنا بالشفاء، فبدون الصليب وضرباته ما كان يمكن أن يكون هناك بلسم من جلعاد للمجروحين. إنه عندما قُطعت شجرة اللعنة؛ شجرة الجلجثة وطُرحت في مياه مارة، حينئذ فقط صارت المياه عذبة وصالحة لإطفاء عطش الخطاة التائبين، وإنعاش قلوب القديسين المثقلين. وإن كل بركة لنا تفيض من ذلك القدوس المتألم على خشبة لعنة الجلجثة، وبضرباته شُفينا.

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net