الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 15 أكتوبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كوار الدقيق وكوز الزيت
هكذا قال الرب إله إسرائيل: إن كوار الدقيق لا يفرغ، وكوز الزيت لا ينقص، إلى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرًا على وجه الأرض ( 1مل 17: 14 )
هذه الحادثة تصوّر لنا ـ كما أشار المسيح في لوقا4 ـ إلى اتجاه الله بالنعمة إلى الأمم، بناء على رفض إسرائيل لله ولنعمته. وبالتالي فإنها تشير إلى يوم النعمة الحاضر والممتد طول الفترة التي ليس فيها طل ولا مطر على إسرائيل. إن الطل أو الندى يشير إلى البركة من جانب ( مز 133: 3 )، كما يشير أيضًا إلى كلمة الله من الجانب الآخر ( تث 32: 2 )، وكذلك المطر أيضًا يشير إلى البركة وإلى التعليم الإلهي ( حز 34: 26 مت 28: 20 يو 14: 16 ). فطوال احتجاب البركة وكلمة الله عن إسرائيل، فإن الأمم لهم عناية خاصة من الرب، وحضوره معهم. لهم الدقيق الذي يحدثنا عن المسيح، ولهم الزيت الذي يُشير إلى الروح القدس. وهذان الأمران: الدقيق والزيت استمرا كل أيام المجاعة التي كانت على وجه الأرض. وهكذا معنا الآن، فبالنسبة لوجود المسيح الدائم معنا، قال له المجد: «وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» (مت28: 20). وبالنسبة للروح القدس، فإن المسيح ذكر أنه سيمكث معنا إلى الأبد (يو14: 16).

ونلاحظ أن الدقيق ليس سهلاً أن يؤكل بمفرده بدون الزيت، هكذا المسيح لا يمكننا أن نشبع به بدون معونة الروح القدس وإرشاده. وفي هذا قال الرسول بولس: «ونحن لم نأخذ روح العالم، بل الروح الذي من الله، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله» ( 1كو 2: 12 ).

ولقد ظلت الأرملة وإيليا يتغذيان على الدقيق والزيت لأيام كثيرة دون ملل، وقبلها ظل الشعب في البرية يتغذى على المن أربعين سنة بدون تغيير، وأما نحن (الكنيسة في الوقت الحاضر) فلنا نحو ألفي عام نتغذى على المسيح بالروح القدس، ولا يلزمنا أي شيء أو شخص آخر. ولقد كان إمداد الرب بهذا الطعام للأرملة وعائلتها يوميًا، فهو لم يضاعف الدقيق ولا ضاعف الزيت، بل ظل الدقيق ملء قبضة اليد، وظل الزيت هو «قليل من الزيت في الكوز». وهذا يذكّرنا مرة ثانية برحلة الشعب في البرية حيث لم يكن مسموحًا لهم بجمع المن إلا ليوم واحد. وهكذا شركتنا نحن الآن، مع الآب ومع ابنه بقوة الروح القدس، هي شركة يومية. ولا يمكننا أن نسحب من رصيد الأمس، بل يجب أن نستمد تعزيتنا منه لحظة فلحظة.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net