الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 أكتوبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بالحقيقة قام
لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ ليس هو ههنا، لكنه قام! ( لو 24: 5 ، 6)
لم يكن ممكنًا أن تنتهي قصة الحب العجيب عند الصليب، وإلا لكان الشر قد انتصر النُصرة النهائية، وكنا نحن أتعس مخلوقات الله. لكن واحدًا من أروع فصول الرواية جاء عقب الصلب والدفن، أعني به القيامة. لقد قام المسيح في الصبح المُنير!

إن قيامة المسيح هي ـ بكل يقين ـ أمر عجيب فوق إدراك البشر، لكنها واحدة من سلسلة العجائب التي ارتبطت بالمسيح في كل شيء. فلقد وُلد بمعجزة، وحياته تضمنت ما لا عدد له من الآيات التي عملها، وكان من المنطقي أن تنتهي حياته نهاية معجزية.

نعم .. إن القيامة نهاية عجيبة لحياة كانت كلها عجيبة. فاسمه "عجيب" كما قال عنه إشعياء النبي ( إش 9: 6 ). وهو حقًا عجيب في حياته الخالية من الخطية، وفي موته الكفاري الاختياري، فكان من المنطقي أن يكون أيضًا عجيبًا في قيامته الظافرة، وفي صعوده المجيد، كما سيكون أيضًا عجيبًا في مجيئه الثاني القريب.

أ كان يجوز لحياة قدوسة كهذه أن تنتهي بمثل هذا الموت المُخزي؟ لهذا فإن الرسول بطرس، بعد الإشارة إلى حياة المسيح وكمالها، قال: «صلبتموه وقتلتموه، الذي أقامه الله ناقضًا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسَك منه» ( أع 2: 23 ، 24). ولهذا فإننا نقول: مع أن قيامة المسيح من الأموات عجيبة، لكنها منطقية. والواقع أن الأمر كان سيصبح أكثر عجبًا بما لا يُقاس لو لم يَقُم المسيح من الأموات. إنه نبع الحياة، وغذاء الحياة، ورئيس الحياة، إنه الحياة بعينها، فكيف لا يقوم؟ لقد كان من المُحتم أن تنتهي حياته على الأرض، تلك الحياة الرائعة بالقيامة الظافرة والصعود المجيد.

نعم إن ذلك المجيد الذي لأجلنا رضيَ أن يضمه قبر إلى فترة قليلة، قد قام تاركًا خلفه الأكفان، وهي آخر ما أعطاه له البشر من عالمنا البائس. قديمًا خرج يوسف من السجن الذي وضعوه فيه ظلمًا بعد أن بدَّل ثياب سجنه ولبس ثوب المُلك، هكذا المسيح هنا «لبس الجلال، لبس الرب القدرة ائتزر بها» ( مز 93: 1 ). إذًا لقد ترك المسيح الأكفان ولم يأخذ من العالم شيئًا. فما عادت له حاجة إلى الأكفان، ذلك الحي إلى أبد الآبدين.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net