الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 16 نوفمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ليس مَنْ يقول، بل الذي يفعل
ليس كل مَنْ يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات ( مت 7: 21 )
نعم «ليس كل مَنْ يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات». ونحن نعرف أن هذه العظة قالها المسيح بعد أن تبعته جموع كثيرة إلى فوق الجبل إذ كانوا قد رأوا الآيات العظيمة التي فعلها ( مت 4: 23 - 25). لكن ما قيمة أن تتبعه الجموع لأنهم رأوا آيات؟ وما قيمة مجرد إعجابهم بشخصه، إذا لم يكن هذا مقترنًا بتوبة قلبية عن الخطية، وتغير كُلي في الحياة؟ أ لعلهم بمجرد اتّباعهم له صاروا تلاميذ حقيقيين له؟ كلا البتة. فكل ما كان يميزهم هو اتّباع ظاهري له، واعتراف سطحي بربوبيته.

ويقول المسيح: «ليس كل مَنْ يقول ... بل الذي يفعل» كان المفروض أن يسير القول والفعل معًا في ذات الاتجاه. لكن بالأسف كم من أشخاص لهم صوت يعقوب ويدا عيسو! وما أبعد الفارق بين اعتراف شفاههم وأفعال أيديهم. عبَّر أحد الأفاضل على ذلك المعنى بتلك الأبيات الجميلة:

إننا بالصوت ننشد خلني قرب الصليب
إنما الواقع إنا نبتغي منه الهروب

هكذا هؤلاء القوم أيضًا. قدموا للرب الإكرام بأفواههم. وماذا بعد ذلك؟ لا شيء بالمرة، فهم مثل الغيوم التي بلا ماء، أو الأشجار الخريفية التي بلا ثمر، أو النجوم التائهة التي لا تُنير لأحد، وليس ذلك فقط، بل أيضًا قد حُفظ لها قتام الظلام إلى الأبد» (يه12، 13).

«ليس كل مَنْ يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات». تُرى ما هي إرادة الآب الذي في السماوات؟ من الكتاب المقدس نفهم أن إرادة الآب هي أن الناس يستمعون إلى الابن، وأنهم يؤمنون به. لقد قال الآب من فوق الجبل المقدس: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت، له اسمعوا» ( مت 17: 5 )، وقال المسيح لليهود «هذا هو عمل الله (أي العمل الذي يريده الله) أن تؤمنوا بالذي هو أرسله ... لأن هذه هي مشيئة الذي أرسلني أن كل مَنْ يرى الابن ويؤمن به، تكون له حياة أبدية» ( يو 6: 29 ، 40).

وفعل إرادة الله هو أبسط تعريف لعمل البر. وعكسه فعل الإرادة الذاتية الذي هو أبسط تعريف للخطية كما نفهم من 1يوحنا3: 4، وعلى مَنْ يسمي اسم الرب أن يتجنب الإثم وأن يتبع البر ( 2تي 2: 19 ، 22).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net