الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 26 نوفمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحكمة والفطنة
فاحفظوا واعملوا. لأن ذلك حكمتكم وفطنتكم أمام أعين الشعوب الذين يسمعون كل هذه الفرائض، فيقولون: هذا الشعب العظيم إنما هو شعبٌ حكيمٌ وفطن ( تث 4: 6 )
أرجو أن يلاحظ القارئ العزيز تمامًا أن "الحكمة والفطنة" متضمنتان في تخبئة وصايا الله في القلب. وعلاوة على ذلك، قد وجب أن يكون السماع لوصايا الله هو الأساس لعظمة إسرائيل الأدبية أمام أعين الشعوب الذين حولهم. فلا علوم مدارس مصر، ولا علوم الكلدانيين كانت أساسها، بل تعلم كلمة الله والانتباه إليها بروح الطاعة الهادئة، والإصغاء لجميع الفرائض المقدسة والأحكام الثابتة التي عرَّفهم بها الرب إلههم، هذا كان حكمة إسرائيل وعظمته الحقيقية، بل وترسهم المنيع الذي يصد عنهم غائلات كل عدو، ومناعتهم الأدبية ضد كل شر.

ولكن ألا ينطبق هذا تمام الانطباق على شعب الله في الزمان الحاضر؟ أ ليس في طاعتنا لكلمة الله حكمة لنا وفطنة؟ أَوَ ليس لنا فيها أمان بل وأساس لكل عظمة أدبية حقيقية؟ بكل تأكيد لنا فيها كل هذا. فحكمتنا هي أن نطيع. والنفس المُطيعة نفس حكيمة، آمنة، سعيدة، مغتبطة، نامية، مُثمرة. وكما كان قديمًا هكذا الآن صحيح وثابت ودائم الأثر. وإذا ما طالعنا تاريخ داود وخلفائه، فإننا نجد بدون استثناء أن كل الذين أطاعوا وصايا الله كانوا آمنين، سعداء، مغتبطين، ناجحين، مُثمرين.

وواضح أيها القارئ العزيز أن السلّم لطاعة كلمة الله هو الإلمام بها، وأن وسيلة الإلمام هي مطالعتها باعتناء وتدقيق. ولكن تُرى كيف نطالعها؟ نطالعها ونحن جدٌ مشتاقين لأن نتفهم مضمونها، نطالعها وروح الوقار لسلطانها يحدونا، نطالعها ونحن موطنون العزم الصادق على أن نطيع كلماتها مهما كلفنا الأمر. وإذا ما وجدنا نعمة تعاوننا على أن نطالع الكتاب المقدس، ولو بدرجة ما، على هذا النمط الصادق الأثر، فإننا نتوقع نمونا في المعرفة وفي الحكمة.

وليحفظنا إلهنا من خدعة الأيام الأخيرة، وهي مُطالعة الكلمة لغيرنا. بل لنطالعها لقلوبنا أولاً، ولتمتلئ بها حاسياتنا الروحية، ولننظر إلى شخصياتنا في مرآتها الصادقة، ولا نُطالعها وغرضنا الأول أن نكلم بها الآخرين، بل لنعظ بها أنفسنا أولاً، كل يوم، ولندخر لحياتنا منها الطعام الذي يساعدنا على خدمة الآخرين. وإذا كان هذا غرضنا الأول، فلا شك أن الرب يستخدمنا بركة لمن نعيش بينهم، مؤمنين وغير مؤمنين.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net