الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 9 نوفمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أ نكره الحياة أم نحبها ؟
فكرهت الحياة، لأنه رديء عندي، العمل الذي عُمل تحت الشمس، لأن الكل باطلٌ وقبض الريح ( جا 2: 17 )
كان لسليمان حكمة مُعطاة له من الله، وبها تمكَّن من تحليل كل الأنشطة والإنجازات في الحياة. لكنه حللها بمنظار بشري «تحت الشمس». لم يكن عنده إعلان إلهي يمكّنه من رؤية الأمور بالمنظار الإلهي أو معرفة فكر الله تجاه كل ما في الحياة. وبالتالي لم يعرف العلاج الإلهي للمشاكل التي واجهها. لقد كره الحياة، وهذه بعض الأسباب التي يذكرها:

1ـ الحياة تتسم بالرتابة المُملة وتخلو مما هو جديد، ولا يوجد فيها ما يُلبي رغبة الإنسان لِما هو جديد «ما كان فهو ما يكون ... فليس تحت الشمس جديد» ( جا 1: 9 ).

2 ـ كل ما وصل إليه الإنسان من معرفة، لا يعالج خواء نفسه «كل ما عُمل تحت السماوات هو عناءٌ رديٌ جعلها الله لبني البشر ليَعنوا فيه. رأيت كل الأعمال التي عُملت تحت الشمس، فإذا الكل باطل وقبض الريح» ( جا 1: 13 ، 14)

3ـ الحياة مليئة بالألغاز والمشاكل المُحيرة التي يقف أمامها الإنسان عاجزًا. وكم من أشياء رديئة ومُحزنة يحاول الإنسان تلافيها أو إصلاحها، لكنه يصطدم بعجزه الكُلي، فيسلّم بالواقع أو قُل يستسلم له «الأعوج لا يمكن أن يُقوَّم، والنقص لا يمكن أن يُجبر» ( جا 1: 15 ).

4ـ إن كان الموت هو النهاية الحتمية لكل إنسان، فما الفائدة من الحكمة؟ وبمَ يتميز الحكيم عن الجاهل طالما أن كلا منهما سيواريه التراب؟!! «وعرفت أنا أيضًا أن حادثة واحدة تحدث لكليهما (الحكيم والجاهل). فقلت في قلبي: كما يحدث للجاهل كذلك يحدث أيضًا لي أنا» ( جا 2: 14 ، 15).

يا له من وصف كئيب للحياة! لكن أ ليس وصفًا صادقًا دقيقًا؟ فمنذ أن دخلت الخطية إلى العالم، تركت بصماتها على كل جوانب الحياة، والخليقة أُخضعت للبُطل (للخواء والفراغ وانعدام القيمة) ليس طوعًا بل من أجل الذي أخضعها» ( رو 8: 20 ). الخطية هي الداء العضال، والمشكلة الكُبرى المُسببة لكل آلام البشرية. أين إذًا العلاج والحل؟ في الإنجيل، فهو يقدم لنا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم ( يو 1: 29 )، المسيح الذي أُظهر مرة عند انقضاء الدهور ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه ( عب 6: 26 ).

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net