الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 13 ديسمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ما الذي ييقظهم ؟
اسهروا إذًا، لأنكم لا تعلمون متى يأتي رب البيت ... لئلا يأتي بغتة فيجدكم نيامًا! وما أقوله لكم أقوله للجميع: اسهروا ( مر 13: 35 - 37)
كان أحد رجال الأعمال في غرب انجلترا قد اضطر بسبب عمله أن يُقيم في مدينة صغيرة مخصصة لإقامة مصانع الحديد في جنوب ويلز. وفي تلك المدينة أقام رجل الأعمال هذا مصنعه، لتشكيل الحديد بمطارق جبارة تعمل بالبخار، وتصل المطارق في وزنها إلى عدة أطنان، لتقطيع الكتل الضخمة من الحديد المُحمّى، والتي كانت من ثقلها تزعزع الأرض تحتها كلما نزلت المطارق على الحديد.

وأما سكان هذه المدينة الصغيرة، فقد اعتادوا على الصوت المستمر لضجيج المصانع التي لا تنقطع عن العمل ليلاً ونهارًا. وبالرغم من الضربات الثقيلة لهذه المطارق، غير أن الرجال والنساء والأطفال اعتادوا النوم في الليل دون ارتباك من هذه الأصوات. ولكن لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لرجل الأعمال المُشار إليه. فضجيج هذه المطارق الثقيلة انتزعت من جفونه أي أمل في النوم. واضطر أن يرتب نفسه لينام خارج هذه المدينة.

وفي ليلة ما حدث عُطل مفاجئ في إحدى الماكينات فتوقفت فجأة ضربة المطارق البخارية، فاستيقظت المدينة كلها تقريبًا.

إن هذا يذكّرنا بحالة الجماهير من النفوس الغالية في يومنا الحاضر. فبينما مطارق الإنجيل مستمرة في العمل، فالآلاف تظل نائمة بالرغم من أصوات الإنجيل، ومهما نزلت تلك المطارق الثقيلة فهم غافلون. «أَ ليست هكذا كلمتي كنار، يقول الرب، وكمطرقة تحطم الصخر؟» ( إر 23: 29 ).

ولكن سوف يأتي الوقت عندما يُدعى العاملون في الإنجيل للخروج من هذا العالم بحسب نداء سيدهم، وستتوقف مطرقة إنجيل نعمة الله ومجده ولن يُسمع صوت بعد. وعندئذ يستيقظ الغافلون الذين قسّوا قلوبهم، وسيسمع في طول البلاد وعرضها، من المسيحيين بالاسم، هذه الصرخة المُرَّة: «يا سيد، يا سيد، افتح لنا!» ( مت 25: 11 ) و وأسفاه على هذا اليوم.

عزيزي ... تذكَّر أنه سيأتي اليوم الذي يستيقظ فيه الجميع، فما لم تستيقظ الآن فإنك تستيقظ حتمًا في يوم الدينونة، وستستيقظ للدينونة الأبدية. وستنزل من أمام عرش الدينونة إلى بحيرة النار. وهناك ستتذكر كل مطارق الإنجيل التي كانت تتكلم إلى قلبك المتمرد، وكل رسائل النعمة التي لاحقتك في زمان أناة الله وصبره.

جورج كتنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net