الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 20 ديسمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ترنيمة الثقة والإيمان
رفعت الأنهار يا رب، رفعت الأنهار صوتها. ترفع الأنهار عجيجها. من أصوات مياه كثيرة، من غمار أمواج البحر، الرب في العُلى أقدر ( مز 93: 3 ، 4)
ما أجمل الترنيم وما أقواه وما أصدقه عندما تكون المشكلة ما زالت باقية. فنحن قد تعوّدنا أن نرنم عندما لا تكون هناك مشاكل. وفي أحسن الأحوال قد نرنم بعد أن يتدخل الرب ويأتي لنا بالحل، كبني إسرائيل عند البحر الأحمر، فعلى أحد شاطئيه ارتفع منهم صياح وصراخ الكسرة، لكن بعد أن تدخل الرب بالإنقاذ سُمع منهم على الشاطئ الآخر هتاف وترنيم النُصرة.

نعم من السهل أن نرنم بعد أن يتدخل الرب بالحل. لكن أن نرنم في وسط المصاعب، فهذا هو عمل الإيمان.

فالإيمان وحده هو الذي جعل داود يرنم في ليلة من أصعب ليالي عمره، عندما أرسل شاول رُسلاً ليراقبوا بيت داود وأوصاهم أن يقتلوه في الصباح ( 1صم 19: 11 ). فإذ بداود يقوم بالليل ليكتب هذه الترنيمة البديعة في مزمور59، والتي فيها يعلن للرب أنه سيرنم له، بل وسيظل يرنم له حتى في الصباح، أي في ذات الميعاد الذي حدده شاول لقتله! فيقول في آخر الترنيمة: «أما أنا فأغني بقوتك، وأرنم بالغداة (في الصباح) برحمتك، لأنك كنت ملجأ لي، ومناصًا في يوم ضيقي. يا قوتي لك أرنم، لأن الله ملجأي. إله رحمتي» ( مز 59: 16 ، 17).

وهذا الإيمان عينه هو الذي جعل يهوشافاط، وهو خارج للقاء جيوش الأعداء الغفيرة العدد التي أتت عليه لمحاربته، أن يُقيم مغنين ومُسبحين في زينة مقدسة قائلين: «احمدوا الرب لأن إلى الأبد رحمته» ( 2أخ 20: 21 ).

وهذا عين ما نراه في مزمور93: 3، 4 .. فالمشكلة لم تُحَل بعد، بل على العكس، يبدو أنه بعد أن صلى المرنم، تعقدت المشكلة أكثر، وصارت بلواه أكبر؛ فلم تَعُد المسألة مسألة «صوت» بل «أصوات»، ولم تَعُد مياه «أنهار» بل «غمار أمواج البحر». وكثيرًا ما يسمح الرب بهذا: بأن تزداد المشكلة لا أن تقِّل بعد الصلاة! ذلك لكي يمتحن الإيمان، ولكي يعطي نفسه فرصة أعظم لإظهار، لا قدرته، بل عظمة قدرته. ولكي يعطينا ما هو أعظم من استجابة صلواتنا، ألا وهو: معرفة شخصه الكريم. إلا أن المرنم هنا نجح بامتياز، إذ رأى أنه مهما زادت المشكلة أو تعقدت، فالرب في العُلى أقدر.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net