الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 23 ديسمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الاعتراف بالخطية
إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم ( 1يو 1: 9 )
الاعتراف بالخطية هو واسطة تحرير الضمير منها. فالرسول لا يقول إن طلبنا غفرانًا، بل «إن اعترفنا بخطايانا»، وشتان بين طلب المغفرة والاعتراف بالخطايا. إن الذين يطلبون غفرانًا يجهلون إعلانات الله عن نفسه وما عمله في المسيح، ويجهلون أنهم كمؤمنين قد تمتعوا فعلاً بغفران الخطايا، كما يجهلون مركزهم والنسبة التي لهم بواسطة ذبيحة المسيح، ولا يعرفون خطة الله التي قصدها لتطهير ضمير المؤمن من حِمل الخطية ودنس الإثم.

إن عدل الله قد اكتفى تمامًا بصليب المسيح في ما يخص خطايا المؤمنين، لأن عند الصليب قُدمت كفارة كاملة لكل خطية، سواء كانت في طبيعة المؤمن أو على ضميره. ونحن لا نضرع إلى الله ليكون «أمينًا وعادلاً» لأن من عدله وأمانته ظهرا وتحققا في موت المسيح. ولا يمكن لخطايانا أن تصل إلى حضرة الله، لأن المسيح حملها ورفعها إلى الأبد، وهو هناك حي في كل حين ليشفع لنا.

ولكن متى أخطأنا فإننا نشعر بخطيتنا، ولا بد أن ضميرنا يشعر بها والروح القدس نفسه يساعدنا على الشعور بها، لأنه لا يتجاوز قط ولا عن خطية واحدة ـ ولو بالفكر ـ دون أن يكشفها ويقضي عليها.

إذًا ما العمل في هذه الخطايا؟ هل وصلت إلى حضرة الله؟ هل دخلت الأقداس السماوية وعكَّرت ضياء هذا النور؟ حاشا. فإن وجود يسوع المسيح البار شفيعًا هناك، يحفظ علاقتنا فلا يُمس مركزنا بسوء.

وإن كانت الخطية لا تؤثر على أفكار الله من جهتنا، إلا أنها تقدر أن تؤثر على أفكارنا نحن من جهة الله. وهي إن كانت لا تحجب نظر الله عن شفيعنا الجالس عن يمينه، إلا أنها تحجبه عن أبصارنا نحن. ومع أن علاقتنا لا تتغير، لكن تمتعنا بتلك العلاقة يقل ويضعف. والعلاج الإلهي هو «إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم» ( 1يو 1: 9 ).

فبواسطة الاعتراف يتطهر ضميرنا ويتجدد شعورنا بنسبتنا إلى الله، وهكذا تُرَّد نفوسنا فتنقشع السحابة التي تلبدت أمام بصرنا الروحي.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net