الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق  الثلاثاء 1 فبراير 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آتي أيضًا
لا تضطرب قلوبكم ... آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا ( يو 14: 1 -3)
لم يستغرق الزلزال الذي ضرب أمريكا، عام 1989 سوى أربع دقائق فقط. ولكنه أدّى إلى تدمير العديد من الأبنية، وأودى بحياة ما يقرب من الثلاثين ألفًا، فضلاً عن الآلاف الذين أُصيبوا إصابات بالغة.

وبعد مرور هذه الدقائق المُخيفة، ركض أحد الآباء إلى مدرسة ابتدائية لكي ينقذ ابنه "أرمان"، وحالما وصل، وجد المبنى قد انهار. وإذ تطلع الأب إلى أكوام الحجارة والأتربة والكتل الخرسانية، تذكّر وعدًا قدمه لابنه، أنه مهما حدث فسوف يكون هو هناك بجانبه لمعونته وطمأنته. ودفعه هذا الوعد أن يقترب من مكان فصل ابنه، وبدأ يرفع الأنقاض في محاولة لإنقاذ ابنه.

وصل آباء آخرون يصرخون وينتحبون من أجل أولادهم، وقالوا له إن الوقت متأخر ولا فائدة لأنهم جميعًا أموات تحت الأنقاض. وحتى رجال الإنقاذ حاولوا أن يثنوه عن عزمه، وشجعوه على قبول الأمر الواقع والاستسلام.

رفض الأب، واستمر يحفر. ومضت ثماني ساعات، ثم ست عشرة ساعة، ثم ستًا وثلاثين ساعة. تجرّحت وتقرحت يداه ورجلاه، وعلاه الغبار والتراب، وأُنهكت قواه. لكنه استمر ولم يبرح المكان. وأخيرًا، وبعد ثماني وثلاثين ساعة من الأسى والمُعاناة الرهيبة، رفع الأب حجرًا كبيرًا يؤدي إلى فراغ بين الأنقاض، وإذ به يسمع صوت ابنه، فناداه: "أرمان ... أرماااااان" فأجابه الصوت: "هأنذا يا أبي". وبصوت متهدج اختلطت فيه دموع الفرح بنبرة الامتنان للأب المُحب الذي جاء ليتمم وعده، أضاف الولد هذه الكلمات الثمينة: "أبي .. أخيرًا جئت .. لقد كنت أنتظرك .. كنت متأكد أنك ستأتي إليَّ، ذلك لأنك وعدتني أنه مهما حدث لي فسوف تكون بجانبي .. لقد قلت لزملائي: طالما أنت حي، فسوف تنقذني، وعندما تنقذني سوف تنقذهم أيضًا معي.. أبي أشكرك .. أحبك .. كم أنا سعيد أن لي أب مثلك .. أحبك يا أبي .. أحبك.

أيها الأحباء ... ربما يتزلزل العالم، وتهتز الأرض، وتنهال الصخور، ويصبح كل ما حولنا ركامًا وأنقاضًا وحطامًا؛ أدبيًا وروحيًا، سياسيًا واقتصاديًا، ولكن الرب يسوع المسيح أعطانا هذا الوعد: «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ»، والذي وعد هو أمين ( عب 10: 23 )، وهو لا ينسى قط ما وعد به.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net