الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 14 فبراير 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اجعلوا قلبكم على طرقكم
اجعلوا قلبكم على طرقكم. زرعتم كثيرًا ودخّلتم قليلاً. تأكلون وليس إلى الشبع. تشربون ولا تروون، تكتسون ولا تدفأون. والآخذ أجرة يأخذ أجرة لكيس منقوب ( حج 1: 5 ، 6)
«اجعلوا قلبكم على طرقكم»؛ إنها دعوة للحكم على الذات، فإن طرق الإنسان تُظهر حالة النفس. ولنأخذ هذا التحريض تطبيقًا على كل جوانب الحياة، فيضع كل مَنْ له معاملات تجارية في العالم "قلبه على طرقه". كم مرة تجاوزنا عن إدانة أمور تساير تجارة العالم، ولا تقبلها عيناه الفاحصتان اللتان هما أطهر من أن تنظرا الشر، إذ هو لا ينظر كما ينظر الإنسان. لقد بددت روح الطمع سمة الحياة الحقيقية لكثير من جماعات شعب الرب اليوم، وجشع العالم الذي غشى طرقه، أخذ أيضًا طريقه الرهيب بين المسيحيين. يا للأسف! لقد صار هينًا أن نضحي بالشركة المسيحية وعمل الإنجيل، وبالفرح في الاجتماع معًا على مائدة الرب، وبالامتياز المشترك في البنيان الروحي وإدراك أمور الله، وذلك في نظير حفنة من المال نضيفها إلى دخلنا أو إلى مدخراتنا، حتى لقد صار مألوفًا أن يهاجر بعض الأخوة بعائلاتهم من مدينة يجد فيها أبناؤهم الجو الروحي والاجتماعات التبشيرية ومدارس الأحد إلى موضع لا يجدون فيه سوى الجدب الروحي، سعيًا وراء ما يتصورونه حالة أفضل لأبنائهم من جهة معيشة العالم، وبكل أسف كثيرًا ما يخيب رجاهم الذي ذهبوا وراءه، فيرجعون وقد خسروا بركات روحية ثمينة بعد أن يكون الوقت قد فات لتعويضها.

ولنضع أيضًا قلوبنا على طرقنا في بيوتنا، فما هو الحيّز الذي تشغله أمور الله من حياتنا العائلة؟ هل أُهملت عادة قراءة كلمة الله؟ كم من الوقت يوميًا يراك أولادك جاثيًا للصلاة؟ وما العجب إن نحن أهملنا أمورًا كهذه فشب أبناؤنا لا يقدّرونها؟ كيف تستقبل خدام المسيح في بيتك؟ هل بحرارة وترحاب، أم ببرود وعدم مُبالاة؟ فإن تعلم أبناؤك في صغرهم احتقار خدام الكلمة، فلا عجب إن احتقروا في كبرهم كل مَنْ يحمل اسم المسيح.

ثم لنضع قلوبنا على طرقنا من جهة خدمة الرب واجتماع شعبه إليه. هل يكفي أمر تافه لأن يعطلك عن حضور اجتماع ذكرى ربنا وآلامه لأجلنا؟ هل تهمل التبشير بالكلمة بدعوى أنه من اختصاص المبشرين فقط؟ وماذا عن اجتماع الصلاة، هل أنت غائب عنه عادة؟ وهل يهمك أن تكون متواجدًا في اجتماع دراسة الكلمة؟ كم من الوقت مرّ عليك منذ آخر مرة قدمت فيها نبذة أو كلمت آخر عن المسيح؟

هنري أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net