الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 21 فبراير 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة المال
وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء، فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومُضرّة، تُغرِّق الناس في العطب والهلاك. لأن محبة المال أصل لكل الشرور ( 1تي 6: 9 ، 10)
إن المشكلة ليست في الغنى، بل في الرغبة في الغنى، وليست في المال بل في محبة المال. والذين يريدون أن يكونوا أغنياء في 1تيموثاوس6: 9، 10 بدأوا مسلسلهم بالسقوط وختموه بالغرق، بدأوه بالفخ وختموه بالهلاك.

في هذا الفصل (1تي6) يؤكد الرسول أن امتلاك المال يحمل للنفس خطرًا (ع17)، وأن الرغبة في الغنى تتضمن تجربة (ع9)، وأما محبة المال فهي أصل لكل الشرور. فإذا زرعت محبة المال في القلب، فلن توجد خطية بعيدة عن ذلك الشخص، فالأصل المزروع يحمل كل أنواع الثمار المُرة. كما يقول إن الذين يحبون المال «طعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة» (ع10): أوجاع للجسد، وأوجاع للنفس، وقبل كل ذلك، وبعد كل ذلك، هي أوجاع للقلب. قال أحدهم: إن التعب يرافق عملية الحصول على المال، والقلق يلازم إمكانية الحفاظ عليه. حقًا «تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر» ( مز 16: 4 ).

ويعطينا الرسول في رسالة العبرانيين بُعدًا آخر للقضية، عندما يقول: «لتكن سيرتكم خالية من محبة المال»، ثم يتبع ذلك بالقول: «كونوا مكتفين بما عندكم» ( عب 13: 5 ). وهذا معناه أن ولع الناس بالمال سببه الرئيسي أنهم غير مكتفين بما عندهم. فالمال هو القوة الشرائية، ولأننا نريد أن نقتني أشياء كثيرة، ولأننا لا نكتفي بما عندنا، لذلك نحن نحب المال .. ألا ليت الرب يهبنا نعمة الاقتناع والاكتفاء بما عندنا، ويحفظنا في سيرة خالية من محبة المال.

قيل أن البليونير الأمريكي "روكفلر" سؤل، عندما كان شابًا، من صديق صحفي: كم من الثروة تطمح في أن تكون لك؟ أجاب: مليون دولار. وبعد أن امتلك روكفلر المليون دولار، سأله صديقه نفسه مرة ثانية: كم تطمح الآن في الثروة؟ أجاب: مليونًا أخرى! وهذا عين ما قاله الجامعة: «مَنْ يحب الفضة (أي المال) لا يشبع من الفضة، والذي يحب الثروة لا يشبع من دخل. هذا أيضًا باطل» ( جا 5: 10 ). إن المال مثل المخدرات، ومحبة المال مثل الإدمان. كل ما تعاطيته أكثر، تطلب المزيد.

يا قديسي الرب: اهربوا من محبة المال!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net