الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 24 فبراير 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سيمون ... الساحر السامري
فقال له بطرس: لتكن فضتك معك للهلاك، لأنك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم ( أع 8: 20 )
كان سيمون طالبًا للمنفعة الذاتية من الأول للآخر، وكان غرضه تعظيم نفسه، فاستعمل السحر أولاً للوصول إلى هذا الغرض. ولما قوى تيار المسيحية، واقتلع الأساس الذي بنى عليه عظمته، اعتنق ذلك المعتقد الجديد، فاستسلم للتيار، لا كشخص يطلب راحة لقلبه المُتعَب وضميره الشاعر بالذنب، بل كمن يطلب أن يصير شيئًا عظيمًا. وواضح من رواية الوحي أن سيمون كانت مشغوليته العُظمى بالآيات والعجائب التي كانت تتبع الإنجيل، لا بالبركات والنعم التي يشتملها. فلم تكن حالته حالة قلب مملوء بالسلام بنعمة الإنجيل، بل حالة ذهن مملوء بالدهشة من الآيات التي كانت تُعمل «وإذ رأى آيات وقوات عظيمة تُجرى، اندهش». فالآيات التي كان الغرض منها توجيه التفات القلوب إلى المسيح، كان ينظر إليها سيمون كوسائل يمكنه بواسطتها تعظيم ذاته. ووجد أن المسيحية يمكنها أن تبني له أساسًا للظهور أمتن من السحر الذي كان يشتغل به قبلاً.

«ولما رأى سيمون أنه بوضع أيدي الرسل يُعطَى الروح القدس، قدّم لهما دراهم قائلاً: أعطياني أنا أيضًا هذا السلطان، حتى أي مَنْ وضعت عليه يديَّ، يقبل الروح القدس. فقال له بطرس: ... ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الأمر، لأن قلبك ليس مستقيمًا أمام الله... لأني أراك في مرارة المرّ ورباط الظلم». ويا لها من صورة مُحزنة، ويا له من درس ثمين نتعلمه منها. فتعظيم الذات، لا بد أن يؤدي إلى المرارة سواء تجلى في شخص مؤمن أو غير مؤمن. كل شخص يريد أن يعظّم ذاته ويظهر بأنه شيء، لا بد وأن يحصد مرارة المُرّ إن عاجلاً أو آجلاً ... ولو أن سيمون اتخذ المسيح غرضًا له، لما احتاج أن يسمع من بطرس تلك الكلمات القاسية، لأنه حينئذ كان يوجد قلبه مستقيمًا في نظر الله،. أما سيمون فكان في ضلال تام بعيدًا عن الله، بعيدًا عن المسيح، وبعيدًا عن الروح القدس، لدرجة أنه عندما قال له الرسول: «اطلب إلى الله عسى أن يغفر لك فكر قلبك» أجاب وقال: «اطلبا أنتما إلى الرب من أجلي لكي لا يأتي عليَّ شيءٌ مما ذكرتما»، فعوضًا عن أن يعترف بخطيته، طلب من الآخرين أن يصلوا لأجله حتى لا تقع عليه عواقبها.

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net