الله الذي هو غني في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها، ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح. بالنعمة أنتم مُخلصون ( أف 2: 4 ، 5)
رسالة أفسس هي أسمى رسائل العهد الجديد، فهي بحق رسالة السماويات، وأيضًا رسالة الكنيسة لأنها تتكلم عن مقام الكنيسة وبركاتها وامتيازاتها. وتُسمَّى أيضًا رسالة الغنى: غنى الرحمة، وغنى النعمة، وغنى مجد الميراث، وغنى نعمته الفائق، وغنى المسيح الذي لا يُستقصى.
لكن لو عرفنا حالة المؤمنين قبل إيمانهم بالرب يسوع لعرفنا فعلاً كيف عظمت النعمة وسَمَت جدًا. ولو عرفنا أيضًا سمو المقام الذي وصلوا إليه، والبركات التي وُهبت لهم، لفاضت قلوبنا بالشكر العميق لإله وأبي ربنا يسوع المسيح ولربنا يسوع المسيح، مستودع هذه النعمة وهذه البركات.
ويمكن تتبع حالتهم قبل الإيمان في النقاط التالية:
(1) كانوا سَحَرة، والسَحَرة لهم تعامل مع الأرواح الشريرة، فنقرأ «... وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مقرّين ومُخبرين بأفعالهم. وكان كثيرون من الذين يستعملون الِسِحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع. وحَسَبوا أثمانها فوجدوها خمسين ألفًا من الفضة ...» ( أع 19: 18 - 20). ومعلوم أن السَحَرة ليس لهم نصيب في السماء «لأن خارجًا الكلاب والسَحَرة ...» ( رؤ 22: 15 ).
(2) تميَّزت طبيعتهم بالشراسة، فقد ذكر الرسول عنهم هذا القول: «إن كنت كإنسان قد حاربت وحوشًا في أفسس..» ( 1كو 15: 31 ).
(3) وصفهم الروح القدس أنهم جثث ميتة عفنة بالقول: «وأنتم إذ كنتم أمواتًا بالذنوب والخطايا» ( أف 2: 1 ، 5).
(4) كانوا مُستعبدين لرئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية ( أف 2: 2 ).
(5) كانوا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضًا ( أف 2: 3 ).
ولكن ماذا حدث؟! لقد سَمَت بهم النعمة جدًا، فأصبحوا :
1ـ جسد المسيح، ملء الذي يملأ الكل في الكل ( أف 1: 22 ، 23).