الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 9 فبراير 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ملكتان: الخطية والبر (2)
حتى كما ملكت الخطية في الموت، هكذا تملك النعمة بالبر، للحياة الأبدية، بيسوع المسيح ربنا ( رو 5: 21 )
في ملء الزمان وقد وصل المرجل لحد الانفجار، ولم تقوَ محبة الله على مزيد من الانتظار، تنشق السماوات عن جمهور من جُندها يعلنون بتسبيحات الابتهاج بشارة وصول المخلِّص والخلاص. فالخالق القدير لم يتنصل من خليقته، والمُحب العظيم جاء بنفسه ليخلِّص، وعاش بالنعمة بين خلائقه يحمل أحزانهم ويتحمل أوجاعهم ويشعر بكل مرارة في نفوسهم، وفي النهاية جاءت الموقعة الحاسمة، يلتقي فيها المملوء نعمة مع الخطية في كل بشاعتها، وفي الجلجثة تم الانتصار، فقد كُسرت شوكة الموت (الخطية) بالموت الذي ذاقه، وهناك كان يُبطل الخطية بذبيحة نفسه ويجد فداءً أبديًا. وهكذا ذاعت في كل الأرض بشائر الخلاص من الملكة القديمة؛ الخطية، والإعلان عن ملكة جديدة هي نعمة الله التي أرسلت المخلّص، والتي بها ذاق الموت لأجل كل واحد. وما أروع هذه الملكة الجديدة، وما أرق سيادتها!!

إن النعمة هي القوة الجبارة التي أمامها معاقل الخطية وحصونها تنهار. إنها الابتسامة في وجه الله مُرحِبًا بالشرير. هي ذراعا المسيح المفتوحتان لاحتضان الفاجر!

وربما يعترض متفاخر ببره الذاتي قائلاً: وأين قداسة الله وأين عدله؟ كيف يبتسم في وجه الشرير؟، وكيف يحتضن الفاجر؟ فيُجيب الرسول بولس بالقول: إن النعمة الآن تملك بالبر! يا للروعة، إنها تفتح ذراعي المسيح للفاجر بعد أن جعلت المسيح نفسه يذوق الموت لأجل هذا الفاجر. اطمئن أيها المعترض، إن قداسة الله شبعت، وبره استوفى حقوقه، ونعمته الآن تملك على مَنْ قبلوها بالبر. إنها تحررهم من سيادة الخطية وتخدمهم للأبد. إنها تشفي الأرواح وتخلص النفوس الآن، وتضمن لهم خلاص الأجساد قريبًا.

والآن صديقي القارئ .. إني أسألك: تحت سيادة مَنْ أنت الآن؟ هل لا زلت عبدًا للخطية، وهل لا زالت هذه الملكة الشريرة تطحن فيك مدمرة روحك ونفسك وجسدك لتلقيك نفاية في الجحيم؟! .. لماذا أنت راضٍ بهذا حتى الآن؟ هيا وأنت في أغلالك، بل وأنت في مكانك، ارفع فقط قلبك للمخلص، وقُل له: ليس لي رجاء سوى في دمك يغسل ذنوبي، ونعمتك تقبلني بعيوبي، وثق أن النعمة أعدت لك مكانًا في مملكتها، فهيا لتصبح من رعاياها.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net