الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 6 إبريل 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
زيارة الرعاة للمولود الإلهي (2)
فجاءوا مُسرعين، ووجدوا مريم ويوسف والطفل مُضجعًا في المذود. فلما رأوه أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي ( لو 2: 16 ، 17)
كم كانت كلمات الرعاة هذه تعزية لقلب المطوبة مريم ... أ تراها صُدمت وهي تلد عمانوئيل في مكان للبهائم؟ قبل أن يطلع النهار كان الرعاة قد حضروا وأخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن الصبي، ولهذا نقرأ أن «كل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة. وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها».

وأما الرعاة أنفسهم فقد رجعوا بعد تلك الزيارة القصيرة، وقد امتلأت نفوسهم بركة في تلك الليلة التي لا تُنسى، إذ يقول البشير: «ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم».

إنهم أولاً سمعوا رسالة السماء، وسمعوا تسبيحة الجُند السماوي. أما الآن فقد رجعوا يسبحون على ما سمعوا ورأوا. فلقد رأوا بعيونهم المخلص، المسيح الرب، عمانوئيل. وهكذا كافأ الله إيمانهم البسيط إذ صاروا أول بشر، بعد المطوبة مريم ويوسف رجلها، ينظرون وجه الطفل السماوي العجيب، مسيح الله، في ذات ليلة ميلاده.

وكل رحلة تبدأ بتصديق الخبر، لا بد أن تُختم برؤية المخلص، مسيح الله. وكل رحلة تُختم برؤية المخلص المسيح، لا بد أن يعقبها تسبيح يستمر العمر كله، بل والأبدية أيضًا!

لقد سمعوا أولاً تسبحة الملائكة، لكنهم بعد أن رأوا مسيح الله لم يعودوا مجرد مستمعين للتسبيح، بل هم أنفسهم سبحوا الله. فتصاعد التسبيح من الأرض إلى السماء ردًا على تسبيح السماء إلى الأرض. بل ربما كانت النغمة ورنة الفرح في تسبيح هؤلاء البسطاء، لا نجد ما يشبهها في نغمة الجُند السماوي. ألم يَقُل الملاك: «وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب؟». صحيح لقد تراءى الله لملائكة، فسبّحوا تسبيحتهم الجميلة، لكن المسيح لم يأتِ ليفدي الملائكة، بل لكي يخلّص البشر.

طوباكم أيها الرعاة، لقد تعلمتم لغة أهل السماء بمجرد أن وقعت أعينكم على ضيف السماء.

لكن هذا التطويب الذي للرعاة هو من حقك أنت أيضًا، أيها القارئ الكريم، إن رأيت مسيح الله بالإيمان. المسيح الذي كان مضجعًا في مذود من ألفي عام. والذي مات أيضًا من أجلنا، لكنه قام أيضًا، وهو الآن فوق جميع السماوات.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net