الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 21 مايو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل أصاب كلمة الله التحريف ؟
إلى الأبد يا رب كلمتك مُثبَّتة في السماوات ( مز 119: 89 )
هل أصاب كلمة الله التحريف أو التزوير؟ يلزمنا للإجابة على هذا الاتهام الخطير أن نُجيب أولاً على هذه الأسئلة الأربعة:

أولاً: متى تم التحريف؟ لقد تُرجم الكتاب المقدس إلى لغات عديدة اعتبارًا من القرن الثاني الميلادي فصاعدًا، وانتشر بهذه اللغات العديدة في ربوع الأرض كلها. فهل كان هناك مَنْ يستطيع أن يصل إلى كل النسخ الموجودة في العالم أجمع ليحرفها، ثم إلى المؤلفات المقتبسة من الكتاب المقدس ليجري فيها التحريف ذاته، ثم يصل إلى اليهود ليجري في توراتهم التزوير عينه؟!

ثانيًا: مَنْ الذي قام بالتحريف؟ أما أسفار العهد القديم فلا يُعقل أن يكون اليهود هم الذين حرفوها وإلا لكانوا بالأولى أزالوا منها الويلات الموجهة إليهم باعتبارهم شعب صُلب الرقبة، ولكانوا بدلوا الأحداث التي تُسيء إلى أنبيائهم، بل ولكانوا أزالوا من توراتهم الآيات والنبوات التي تتحدث عن صلب المسيح وموته وقيامته، لا سيما مزمور22، إشعياء53، لأنهم لا يؤمنون بذلك وتسبب لهم هذه الأقوال مشاكل، هم في غنى عنها، طالما كان مبدأ التحريف واردًا .. كما لا يُعقل أن يكون المسيحيون هم الذين زوّروها، لأنهم في هذه الحالة كانوا سيصطدمون مع أعدائهم التقليديين (أعني اليهود)، فالتوراه التي عندهم هي نفسها التي عند اليهود.

وبالنسبة لأسفار العهد الجديد، نقول إن الخلافات العقائدية والمذهبية بين الكنائس المسيحية من أول عهدها، كانت تقف مانعًا هائلاً إزاء محاولة أي فريق منهم القيام بهذه الفعلة الآثمة.

ثالثًا: لماذا يحدث التحريف؟ إنه أمر معقول أن يزوِّر الإنسان ليجني من وراء تزويره هذا مغنمًا معينًا، أو لينجو بواسطته من خطر ما. أما أن يكذب الإنسان وهو عالم أن تزويره هذا لن يعطيه تاجًا بل صليبًا، لا نعيمًا بل اضطهادًا، فهذا ما لا يقبله العقل. إن الآلاف من الذين ضحّوا بحياتهم في سبيل الكتاب المقدس، بالتأكيد ما كانوا ليفعلوا ذلك لو كان الكتاب مجرد أكذوبة.

رابعًا: ماذا كان قبل أن تجري فيه عملية التحريف؟ لقد اكتُشفت عشرات الآلاف من المخطوطات القديمة للكتاب المقدس، دون أن يعثر أحد على نسخة واحدة مخالفة لِما بين أيدينا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net