الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 29 مايو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة الأعداء
أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مُبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويطردونكم ( مت 5: 44 )
إن المسيح ـ تبارك اسمه ـ لم يعلِّم فقط محبة الأعداء، لكنه عَمِل بما علَّم، وفعل ما كان ينادي به.

لقد وُجِه ـ له المجد ـ بعداوة لم يُوَاجه بها إنسان، لقد تطاول عليه عبيد العبيد بمختلف الإهانات، ورؤساء الكهنة عوَّجوا القضاء ليدينوه، وهيرودس احتقره، وبيلاطس أهدر حقوقه، وحكم عليه بعد أن نطق ببراءته، وعامة الشعب هتفوا ضده، ثم غرس العسكر الرومان المسامير في يديه ورجليه؛ فكان رده على هؤلاء وأولئك: «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون».

نعم لقد أحب المسيح أعداءه، وغفر لهم، وصلى من أجلهم، بل والتمس لهم العذر في عداوتهم! إن المجني عليه عادة لا يرى القضية إلا من جانبه هو، ولا يرى في الطرف الآخر إلا ما يدينه، لكن المسيح وقف محاميًا عن أعدائه، وفتح لهم بصلاته باب مدينة الملجأ التي يدخل إليها قاتل النفس سهوًا!

ولقد كان هذا الموقف من الأعداء موقفًا ثابتًا طوال حياته. دخل مرة قرية للسامريين «فلم يقبلوه لأن وجهه كان متجهًا نحو أورشليم، فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا، قالا: يا رب أ تريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضًا؟ فالتفت وانتهرهما وقال: لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأتِ ليهلك أنفس الناس بل ليخلِّص» ( لو 9: 53 -56).

وكان العبد ملخس ضمن الأعداء الذين أتوا ليلقوا القبض عليه، لكنه أبرأ أذنه التي بترها بطرس بسيفه المتسرع.

على أن هذه الروح عينها هي التي ميَّزت أتباع المسيح الحقيقيين في كل زمان ومكان. وها هو شهيد المسيحية الأول، استفانوس، مُقتَديًا بسيده، يصلي من أجل الذين يرجمونه حتى الموت «يا رب لا تُقِم لهم هذه الخطية».

إن مَنْ اختبر الظلم والافتراء في حياته، ومَنْ مسّه الضرر يومًا من حقد الأعداء، يعرف كم من الصعب عليه أن يغفر، فضلاً عن أن يقابل الإساءة بالإحسان، والبُغضة بالمحبة. لكن هكذا علَّمنا المسيح، وهكذا نحن مُطالبون أن نفعل. ونحن لا نستطيع ذلك إلا إذا كنا قريبين منه، وفي شركة حقيقية معه.

متى ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net