الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 18 سبتمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آكل خبزي
أيضًا رجل سلامتي، الذي وثقت به، آكل خبزي، رفع عليَّ عقبه! ( مز 41: 9 )
في عشاء الفصح الأخير في العُلية، حاول الرب يسوع أن يبرهن ليهوذا أنه مع معرفته بكل شيء، فإنه لا يزال يحبه. ولقد كانت العادة لدى اليهود أن يغمس الشخص لقمة في الصحفة المشتركة، ويعطيها لضيف الشرف في الوليمة، علامة على المحبة الخاصة والتقدير. ولهذا فإن الرب عندما غمس اللقمة وأعطاها ليهوذا، كان الرب قد أجاب على سؤال يوحنا: «يا سيد (يا رب) مَنْ هو؟، بالقول: «هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه» ( يو 13: 25 ، 26). إلا أن الرب لم يُعط اللقمة، رمز المحبة، كعلامة ليوحنا ولبطرس فقط، ولكنه رغب في أن يؤكد ليهوذا أنه بالرغم من معرفته الكاملة، إلا أن قلبه ما يزال مملوءًا بالحب له.

وقصد الرب بهذه الوخزة أن يستيقظ ضمير يهوذا النائم. وكان يكفي أن ترسم هذه المحاولة الأخيرة، أمام يهوذا الخائن، صورة الراعي الصالح الذي يفتش عن خروفه الضال. ولم يكن أمام يهوذا الخائن سوى فرصة واحدة باقية؛ هذه الفرصة هي أن يتجاوب مع محبة المخلص، ويواجه نفسه بصراحة، ويدرك الخطية التي سقط فيها، ثم يطلب غفران الرب ورضاه. ولكن طالت مقاومة الإسخريوطي حتى انتهى به الأمر إلى حالة من العصيان والقساوة، جعلته يسلِّم نفسه بكبرياء وغرور للشيطان «فبعد اللقمة دخله الشيطان» ( يو 13: 27 ).

عندما تسطع الشمس على بركة ماء راكدة، فإن أشعتها، التي تُبهج الخليقة، تُخرج من البركة رائحتها المنفّرة، التي لولا هذه الأشعة لظلت كامنة حبيسة. وهكذا محبة الله، فهي دائمًا رائحة حياة لحياة، أو رائحة موت لموت. ويبدو هنا أن قوة محبة المسيح قد دفعت يهوذا إلى ما يكاد يكون الجنون بعينه. وإذ أغلق قلبه بإصرار دون المخلص ومحبته، فتحه للشيطان. وعلى التوّ رأى الرب التغيير، وعلم أنه لن يمكنه أن يعمل شيئًا أكثر من هذا لينقذ هذا التلميذ من الحفرة التي حفرها لنفسه، ولذلك قال له الرب: «ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة» ( يو 13: 27 ).

عند ذلك الحد صدر الحكم على يهوذا بتركه يعمل. كان الرب يسوع يعمل كل جهده حتى لا ينجرف يهوذا في ذلك التيار، لكنه إذ أصرَّ على أن يعمل، فقد أسلمه الرب إلى شهوة نفسه.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net