الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 2 سبتمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بعدما تغدوا
فبعدما تغّدوا قال يسوع لسمعان بطرس: يا ٍسمعان بن يونا، أتحبني أكثر من هؤلاء؟ ... ارعَ خرافي ( يو 21: 15 )
الرب ـ في رعايته وعنايته بالآخرين ـ لم يتغير بعد قيامته، فإذ رأى السبعة التلاميذ على بحر طبرية، تأثر وشعر بضعفاتهم. لقد كانت أجسادهم مقرورة من البرد ومبتلة بالماء. أضناهم التعب والجوع، وبدون أن يسألوه جهّز لهم طعامًا لشبعهم ونار لتدفئتهم ليجدد فيهم ما استُنفذ من قوة ونشاط.

كانت للرب عناية خاصة بنفوسهم أيضًا، ولكنهم أكلوا معًا أولاً. كانوا تعابى ومكدودين وعلى غير استعداد لأن يستفيدوا على الوجه الكامل من كلماته إلا إذا شبعوا واستدفأوا. ولكن «بعدما تغدوا» كأن الرب يأخذ منشفة ويتزر بها ليؤدي لهم خدمة أخرى، وبمغسل ماء كلمته، تقدم إلى رجلي بطرس وقال: «أتحبني؟». في أصحاح13 كان غسل الجسد، وههنا غسل النفس.

لقد رجع سمعان بطرس بذاكرته إلى مشهد العسكر غلاظ القلوب وقد أوقدوا نارًا، وسمع صوت الجارية كما سمع صياح الديك، وأهاج فيه عمل المحبة ذكريات مُخجلة عن إنكاره سيده ثلاث مرات؛ على أن خدمة المحبة لم تنتهِ حتى رُدَّت نفسه واعترف بطرس أمام الجميع قائلاً: «يا رب أنت تعلم كل شيء. أنت تعرف أني أحبك».

وتوجد اليوم نفوس كثيرة هزيلة ومُثقلة، تحتاج إلى نار وطعام الخدمة الإلهية. وكثيرون من تلاميذ المسيح تجندوا على نفقة أنفسهم. وقال أحد الأخوة المتقدمين: أنا أذهب لأتصيد، وتحمّس البعض له وذهبوا وراءه. لقد نسوا أن أول وألزم مظاهر الإيمان هو انتظار الرب، وأن بدونه لا يقدرون أن يفعلوا شيئًا.

وبدون موافقة الرب ينطلقون، حتى ولو كان لهم في دواخلهم رجاء عمومي بأن الرب سيبارك مشروعاتهم. ولكنهم يلقون الشباك ويجذبونها فارغة، مرة بعد أخرى، إلى أن يظهر لهم بكل وضوح أن المشروع قد فشل، وحينئذ يحزنون ويكتئبون. فلأجل رد نفوسهم يحتاجون إلى نار وطعام في حضرة ربهم وسيدهم. وهو ـ تبارك اسمه ـ لا ينسى حتى أولئك الجائعين بسبب تركهم له وإغفالهم كلمته، بل هو لأجل أمثال هؤلاء يوقد نارًا ويهيء طعامًا لأنه يُسرّ أن يُدفئ عواطفهم ويقوي إنسانهم الداخلي. إن فرحه هو في أن يُتكئ خاصته في المراعي الخضراء، وأن يوردهم إلى مياه الراحة، لكي يرُّد نفوسهم بعنايته الرعوية.

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net