الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 24 سبتمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صنعوا له عشاء
وكان أيضًا رؤساء الكهنة والفريسيون قد أصدروا أمرًا أنه إن عرف أحد أين هو فليدل عليه، لكي يمسكوه... فصنعوا له هناك (في بيت عنيا) عشاء ( يو 11: 57 ، 12: 2)
يا لها من خاتمة لخدمة عبد يهوه الكامل!! لقد جوزيت محبته الشديدة للإنسان بأفظع وأشد أنواع الاحتقار والكراهية، وكلما عظمت خطية الأمة كلما نشطت خدمته واتقدت. وإن كان الشعب قد احتقر مسياه، لكن بقيت بقية قليلة أكرمته. وإن كانت الجموع قد حوّلت وجوهها عنه، لكن تلك البقية الضئيلة وضعت في قلوبها أن تخدمه وتخدم حاجاته، وأعطته أكرم وأجل مكان.

هناك دائمًا توجد «أبيجايل» لتعترف بداود الهارب أنه مسيح الرب وتمده بالطعام في البرية. وإن أُنكرت حقوق داود الملكية في أورشليم، فهناك «برزلاي الجلعادي» ليقدم من معيشته ومؤونة بيته طعامًا للملك المُطارد.

والآن في بيت عنيا، كانت هناك قلوب مُحِبة مُرحبة، وأيدي نشيطة مستعدة لأن تخدم، على قدر طاقتها، ذلك الخادم الأمين الذي أيقظت خدمته الأمينة لله عداوة اليهود، وها قد أشرفت تلك الخدمة على النهاية، وها قد اقترب مساء حياة الرب على الأرض ( مز 104: 33 )، بل إن ظلال ذلك المساء بدأت تظهر، إذ لم يبق سوى يومين اثنين قبل الفصح الأخير ومشاهده المُرهبة المُرعبة؛ إن ساعة آلام المسيح عما قريب ستدق.

وفي تلك الفترة، وضع الآب في قلوب أولئك التلاميذ المُخلصين المُحبين في بيت عنيا أن يرتبوا وليمة مُنعشة للرب في بيت سمعان الأبرص. وكان هذا الضيف الكريم هو مجد ذلك البيت، وجميع الحاضرين كانت أعينهم إلى الضيف لا إلى المُضيف، لأن الرب كان المتقدم والباقون اتكأوا «معه».

وكانت التقاليد تمنع جلوس النساء معهم على المائدة، لكن كان لهن نصيب في تلك الوليمة؛ لقد خدمت مرثا، وجاءت مريم بقارورتها الثمينة وما احتوت من طيب خالص كثير الثمن، ودهنت قدمي سيدها وربها ومسحتهما بشعرها.

ولكن الرب عرف معنى هذا العمل أن مريم، التي مرة في استماعها اختارت «النصيب الصالح»، نراها الآن تفعل أفضل ما فعلت، ومثل مريم أم الرب قد حفظت كل أقواله في قلبها. لقد كانت كلمة الرب هي كنزها الخفي، ومادة تأملها ليلاً ونهارًا، وكانت عندها أثمن من ناردينها الكثير الثمن. وتلك الكلمة علّمتها الآن كيف تتصرف على أفضل وجه.

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net