الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 3 سبتمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مائدة الملك
ما دام الملك في مجلسه (على مائدته) أفاح نارديني رائحته ( نش 1: 12 )
لقد «كان طعام سليمان لليوم الواحد: ثلاثين كرّ سميذ، وستين كرّ دقيق، وعشرة ثيران مُسمّنة، وعشرين ثورًا من المراعي، ومئة خروف، ما عدا الأيائل والظباء واليحامير والإوز المُسمَّن»، وهذه الأطعمة الفاخرة كانت «للملك سليمان ولكل مَنْ تقدم إلى مائدة الملك سليمان» ( 1مل 4: 22 ، 23، 27). وكان «طعام مائدته» من بين الأشياء التي أدهشت ملكة سبأ حتى لم يبقَ فيها روح بعد ( 1مل 10: 5 )، «وهوذا أعظم من سليمان ههنا».

إن ربنا يسوع المسيح هو الملك الحقيقي «ملك الملوك ورب الأرباب»، وفي أي وقت نقترب إليه ونلتف حوله كخاصته المحبوبة لقلبه، نجده متكئًا على مائدته مهيئًا طعامًا دسمًا، لأن «أمامه شبع سرور وفي يمينه نعم إلى الأبد» ( مز 16: 11 ). ومع أننا نسير في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء، وفي قفر موحش «العالم الموضوع في الشرير»، فإنه فيه "يرتب قدامنا مائدة تجاه مضايقينا" ولسان حاله في كل حين «هلموا تغدوا» ( يو 21: 12 ) فنأكل ونشبع ونرتوي «كما من شحم ودسمٍ تشبع نفسي، وبشفتي الابتهاج يُسبّحك فمي» ( مز 63: 5 ). نعم إننا إذ تتغذى نفوسنا به، في حضرته تفيض قلوبنا بأغاني الحمد والتسبيح وتنسكب عواطفنا سجودًا وتعبدًا له فتنتعش حاسياته برائحة الناردين الخالص والكثير الثمن «أغني للرب في حياتي. أرنم لإلهي ما دُمت موجودًا. فيَلَذ له نشيدي، وأنا أفرح بالرب» ( مز 104: 33 ، 34).

وهل توجد مائدة أشهى وألذ من مائدة الملك العظيم؟ إن كل طعام آخر مهما كان شهيًا في نظر الناس، فهو بالمقابلة مع مائدة الملك رب المجد، كالخرنوب طعام الخنازير، فمائدة الملك لا مثيل لها، ولا سيما لأنه بنفسه جالس عليها، وبيمينه يقدم من أطايبها لخاصته المحبوبة.

إن الشيء الوحيد الذي استحوذ على تفكير العروس وشغل ذهنها وقلبها، هو رؤيتها «الملك على مائدته». فشخصه هو الذي كان ماثلاً أمامها، والمائدة وما أُعدّ عليها كانت لها قيمتها عندها لأنها مائدته هو، فليست البركات ولا شبع أشواق النفس والقلب، ولا الشركة الحُبية مع الجالسين على المائدة هي التي كانت موضوع مشغوليتها، وإنما الملك نفسه وليس سواه. إن البركات الروحية والشركة الحُبية حلوة وجميلة، ولكن أجمل الكل أن يأخذ هو ـ تبارك اسمه ـ مكانه الخاص في قلوبنا وأذهاننا.

متى بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net