الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 سبتمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العبد الكامل
يقدمه سيده إلى الله، ويقرّبه إلى الباب أو إلى القائمة، ويثقب سيده أُذنه بالمِثقب، فيخدمه إلى الأبد ( خر 21: 6 )
لقد تجسد ابن الله «والكلمة صار جسدًا» إنه له كل المجد، قَبِل من الله أبيه جسدًا هيأه له. فلأن دم ثيران وتيوس لا يمكن أن يرفع خطايا، دخل الابن مشهد عالم الخراب هذا، دخل بمحض إرادته، وفي طاعة مُطلقة، مُستترًا في الناسوت الذي تهيأ له، مُخليًا نفسه من هالة المجد وساترًا صورة الله تحت صورة العبد، لكي يستطيع أن يفعل مشيئة الله ويتمم ما اتفق عليه في غرفة المشورات الإلهية في الأزل، لمجد الله وخلاص الخطاة. ولم تكن لتنازعه أدنى رغبة في الخروج عن كمال الطاعة والتكريس والخضوع لأبيه. وإنجيل يوحنا يصوّر لنا ذلك بأسلوب بديع:

يوحنا2: كان الرب غير خاضع لأي تأثير بشري في غير محله، فلم يستجب لدعوة أمه لحل مشكلة نفاذ الخمر في عُرس قانا الجليل بالانفصال عن التوقيت المحدد لذلك من قِبَل أبيه. لقد اختار أن لا يمارس جلال لاهوته إلا طاعة لوصية من الآب. لقد حوَّل الماء إلى خمر مُظهرًا مجده، ولكن ذلك تمَّ في خضوع لمشيئة الله لا لمشورة أمه بحسب الجسد.

يوحنا4 : كان الرب خاليًا من الاهتمام بذاته، لقد مضى في اتضاع سائرًا على قدميه، ليأتي، لا عرضًا بل غرضًا، إلى سوخار، فوصل إلى هناك مُتعبًا من إثر رحلة طويلة شاقة (ومن العطش أيضًا) ولكنه وجد شبعه وكفايته في صُنع مشيئة أبيه عندما أعطى الماء الحي لنفس في ظمأ روحي شديد.

يوحنا 6: كان الرب خاليًا من الطموح الأناني، فإذ عَلِمَ أن الجموع المتزاحمة مُزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكًا في غير التوقيت المحدد له من قِبَل الله، ولأسباب جسدية خاطئة، انصرف أيضًا إلى الجبل وحده (ع15). على أن وقت المُلك لا بد أن يأتي، ولكن فقط بعد الآلام والموت، على أن يتم ذلك بحسب مشيئة الله.

يوحنا 7: لم يكن الرب يخشى سوء العاقبة، فبإرادته صعد إلى عيد المظال في أورشليم، وعلَّم في الهيكل علانية، مع أنه ـ تبارك اسمه ـ كان يعلم أن اليهود يطلبون أن يقتلوه (ع1، 14). وفي اليوم الأخير العظيم من العيد، وقف يسوع ونادى قائلاً: «إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب» يا له من مخلص كريم!! غير مُبالِ بأمنه الشخصي، وصل إلى الجماهير العطشى، عالمًا أن الماء الحي الذي يقدمه إليهم لن ينتج إلا بموته.

جرانت ستايدل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net