اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول مُلتمسًا من يبتلعه هو ( 1بط 5: 8 )
يتكلم بطرس عن تجربة شخصية. فالشيطان قد أسقطه لأنه لم يسهر. لقد حذَّر الرب بطرس بالقول: «الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة»، ولكن بطرس مضى واثقًا بنفسه غير مُبالِ بضعفه .. الأمر الذي يصدق علينا .. بل أكثر من ذلك، لقد أكد بكل قوة: «إني مستعد أن أمضي معك حتى إلى السجن وإلى الموت» ( لو 22: 31 - 34). ولكن، بكل أسف، نراه لم يفعل شيئًا من ذلك ( لو 22: 54 - 62). إن الشيطان يعرف نقاط ضعفنا، كما عرف نقطة ضعف بطرس. وهو يهاجمنا من خلالها. والرسول يعقوب يقول: «ولكن كل واحد يُجرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوته» ( يع 1: 14 ).
فإذا كانت نقطة ضعفنا هي الشهوة الجنسية، فلسوف يُتيح لنا الفرصة لنسقط فيها. وإذا كانت نقطة ضعفنا حُبنا للماديات، فلسوف يلوح لنا بالإفلاس. وإذا كانت نقطة ضعفنا الكلام الرديء، فلسوف يوجّه أنظارنا إلى نقائص الآخرين. قد نهوّن من شأن نقاط ضعفنا، إلا أن الشيطان أسقط بطرس الواثق من نفسه، محاولاً أن يبتلعه.
غير أن الشيطان، مُغيرًا شكله إلى شبه ملاك نور، قد يضفي مسحة الروحانية على الخطية التي يغرينا بفعلها، الأمر الذي حدث مع بطرس أيضًا. لقد أغواه الشيطان أن يحاول إثناء الرب عن تتميم مشيئة الله. فما كان من الرب إلا أن نظر إلى بطرس، وقال له: «اذهب عني يا شيطان، أنت معثرة لي» ( مت 16: 23 ). ومثل بطرس عندما نعتَّد بمعرفتنا الكتابية، ونظن أننا عارفون بمشيئة الله، فسنكون أدوات في يد الشيطان. فكثير من المشاكل والانقسامات التي تحدث بين شعب الرب، يكون مصدرها أشخاصًا مقتنعون أنهم يعملون عمل الرب!!
الشيطان يعرف نقاط ضعفنا، وشهواتنا الشريرة، وهو يلتمس أن يبتلعنا، ليُضعف أو ليدحر شهادتنا للرب من خلالها. لذلك ينبغي أن نَصحَ!!