الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 11 أكتوبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كلمة الإيمان
الكلمة قريبة منكِ، في فمك وفي قلبك أي كلمة الإيمان التي نكرز بها ( رو 10: 8 )
إن لغة الإيمان لا تتطلب من الإنسان أن يصعد إلى السماء ليُحدر المسيح، فهذا أمر عَسِر المنال، كما أنه غير ضروري، لأن المسيح كان قد نزل فعلاً، طواعية واختيارًا، إلى الأرض، في تجسده. كما أن الإنجيل لا يطلب من الناس أن ينزلوا إلى القبر ليُصعدوا المسيح من الأموات، بعدما مات على الصليب ودُفن في القبر، إذ أن الأمر مستحيل، كما أنه عمل غير ضروري، لأن المسيح كان قد قام فعلاً من بين الأموات.

وهكذا يشير الرسول في رومية10: 6، 7 إلى الأمرين اللذين يستصعب اليهود أن يتقبلوهما، ألا وهما: تجسد ابن الله، ربنا يسوع المسيح، وقيامته من بين الأموات. إلا أنه ينبغي لكل إنسان أن يتقبَّل هاتين الحقيقتين، إن كان يريد أن يخلص ( رو 10: 9 ، 10). فليس الأمر متوقفًا على ما يقوله الإنسان في قلبه، ولا على ما يعمله، لأن الأمر فوق مقدور الإنسان وفوق متناول يده، وقد فعله الله بالتمام. ولا يهم أن تكون النفس هنا أو هناك، أو في أي مكان، «فالكلمة قريبة منك» بحيث لا يمكن أن تكون أقرب من ذلك، وأي شيء أقرب لك من فمك .. ومن قلبك؟! (ع8)، ولا حاجة "للأيادي أو الأقدام" في هذه المسألة المهمة والمباركة. فالقلب والفم فقط، هما المختصان بهذا الموضوع، وعليهما أن يتحركا «لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت» (ع9). وهذا هو المختصر المفيد.

فأولاً: عليك أن تقبل حقيقة التجسد وتؤمن أن الشخص الذي وُلدَ في مذود بيت لحم، هو رب الحياة والمجد، وأن «يسوع» ـ تبارك اسمه ـ الذي في العهد الجديد، هو الرب «يهوه» في العهد القديم "الكائن بذاته". وعليك أن تقرّ بربوبيته وسيادته على حياتك.

ثانيًا: ينبغي أن تتقبل حقيقة قيامته، بكل ما تتضمنه القيامة من نتائج. لقد أقامه الله من بين الأموات كبرهان أن ـ له المجد ـ قد أكمل العمل لخلاصنا، وأن الله قد سُرّ واكتفى بعمله.

والإيمان بهاتين الحقيقتين بالقلب، يعني أن يصدقهما الإنسان بعقله وعواطفه وقواه الإرادية، وهذا هو "إيمان الخلاص". الإيمان الإلهي الحي العامل في القلب بالروح القدس، والذي يربط النفس بالمسيح بطريقة إلهية برباط أبدي، لا تنفصم عُراه بأي حال من الأحوال.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net