الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 26 نوفمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأعظم هو مَنْ يخدم
مَنْ أراد أن يكون فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا، ومَنْ أراد أن يكون فيكم أولاً، فليكن لكم عبدًا ( مت 20: 26 ، 27)
يا لروعة المظهر الذي يظهر به ربنا المبارك في إنجيل يوحنا 13: 1- 10 !! هو مظهر مملوء من النعمة. فنراه حاملاً مِغسلاً، مُتزرا بمنشفة، ومنحنيًا ليغسل أرجل تلاميذه. نعم، إن "يسوع" ابن الله، خالق الكون وحامله، هو الذي نراه هنا يضع يديه الطاهرتين على أقدام تلاميذه ليغسلها من كل ما لصق بها من الأقذار، حتى تلك التي لم يشعروا بها. ولو تأملنا في مركز ومجد الشخص القائم بهذا العمل، لتجلَّت أمام عيوننا النعمة الغنية التي انطوى عليها صنيعه هذا. فالمكان الذي أتى منه الرب يسوع لا يوجد أسمى منه، وأقدام البشر القذرة لا يوجد أدنى منها!

والرب يسوع المسيح وهو يغسل أرجل التلاميذ، لم يكن قد غاب عن باله أن الآب قد دفع كل شيء إلى يديه، ولا أنه من عند الله خرج، وإلى الله يمضي، بل كان متثبتًا من ذلك تمامًا ( يو 13: 3 ، 4). فيا لها من نعمة غنية!! فالشخص الذي له كل السلطان في يده، هو نفس الشخص الذي عنده كل المحبة في قلبه. وهكذا حدث أنه بدافع المحبة في قلبه، أخذ، بنفس اليدين، اللتين فيهما كل القوة، أرجل تلاميذه التي اتسخت في الطريق. فيا للروعة!! ويا للعظمة!! يا ليت الرب يقودنا إلى التأمل العميق في قيمة هذا الأمر حتى نستطيع أن نتبع المثال الذي يقدمه لنا فيه، حيث يقول: «لأني أعطيتكم مثالاً، حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضًا» ( يو 13: 15 ).

أيها الأحباء ... يليق بأبناء هذا العالم أن يترأسوا بعضهم على بعض، كل واحد بحسب رُتبته ومكانته الاجتماعية ومركزه العالمي. ولا غرابة في ذلك، لأن هذا من نظام العالم الحاضر «أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم» ( مت 20: 25 ). ولكن الرب يسوع أنشأ نظامًا آخر يقتضي أن نتصرف فيه بخلاف روح العالم تمامًا «فلا يكون هكذا فيكم، بل مَنْ أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكن لكم خادمًا، ومَنْ أراد أن يكون فيكم أولاً، فليكن لكم عبدًا» ( مت 20: 26 ، 27). فيجب أن لا يوجد موضع في كنيسة الله للتسلط العالمي «بل الكبير فيكم ليكن كالأصغر، والمتقدم كالخادم» ( لو 22: 26 )، و«بالمحبة اخدموا بعضكم بعضًا» ( غل 5: 13 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net