الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 12 ديسمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الطريق المجهول
عندما ترون تابوت عهد الرب إلهكم.. فارتحلوا من أماكنكم وسيروا وراءه ... لكي تعرفوا الطريق الذي تسيرون فيه. لأنكم لم تعبروا هذا الطريق من قبل ( يش 3: 3 ، 4)
عندما تُشرق شمس يوم جديد، يقف كل إنسان أمامه كطفل في الاختبار، وهو لا يدري ما يحتويه من خير أو شر. صحيح أننا جميعًا قد تعلمنا دروسًا في الماضي، ولنا مبادئ نتمسك بها بثقة وإيمان، ومع ذلك فكلنا ينطبق علينا القول: «لم تعبروا هذا الطريق من قبل».

من مميزات هذه الحياة، ما فيها من تغييرات دائمة وتشكيلات متنوعة لا تنتهي، فالله يخلق في حياتنا أشياء جديدة كل يوم. قد يبدأ النهار صحوًا جميلاً، ولكن لا يستطيع أحد أن يتنبأ عما سيأتي به المساء، لأننا نسير دائمًا من المعلوم إلى المجهول، وهذا يجعل الكثيرين جُبناء مترددين، ثائري الأعصاب، بينما هذا التغيير والتزعزع يجب أن يقودنا في الواقع إلى الاعتماد الكُلي على هداية الله الثابتة، أو (باستعارة الرمز) إلى جعل التابوت متقدمًا في حياتنا. يجب أن تكون الاختبارات التي أعطاها الله لنا، مقوية لإيماننا إلى أن نعبر هذه الحياة ويد قائدنا مُمسكة بأيدينا.

وما أعظم صلاح الله في إخفائه المستقبل عن عيوننا! لو عرفنا ما سيأتي به المستقبل، لانشغلنا في تدبير الخطط لأنفسنا، وفشلنا في الاستناد الكُلي على الله، ولكن في غموض الحياة وتزعزعها، حافز على الإيمان والثقة في الله. إن سيرنا في الطريق الذي نجهله يُشعرنا بالحاجة المستمرة إلى الله في كل يوم، بل في كل ساعة، كما أنه يجعلنا نستخف بأمور الزمان المادية ولا نعطيها أهمية تُذكر، عالمين أننا غرباء في سياحتنا في هذا العالم.

وإلى أي شيء كان يرمز التابوت؟ إنه كان يرمز إلى أن هذا الشعب قد تخصص لله بواسطة معرفته في الفداء وفي الخدمة، فكانوا يأخذون معرفة الله معهم في عبورهم في الطريق المجهول.

وما الذي نحتاج إليه ونحن عابرون في هذا الطريق المجهول؟ نحتاج إلى التمتع بوجود الرب معنا وحلوله بالإيمان في قلوبنا. نحتاج إلى الثقة فيه كمَنْ يعتني بالعصافير ويُلبس زنابق الحقل أبهى الحُلل، ويُحصي حتى شعور رؤوسنا، ويهتم بتجاربنا وينظر إلى المسكين والمنسحق الروح. لنأخذ هذه الثقة معنا كل يوم في اتجاهنا إلى المستقبل المجهول، وحينئذ تتبدد كل مخاوفنا.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net