الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 15 ديسمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عندما تغلق الأبواب هناك رجاء
فأجاب سمعان وقال له: يا مُعلم، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا. ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ( لو 5: 5 )
نفوس مُصابة بالإحباط، مُنهكة من شدة التعب والإعياء، كليلة بلا رجاء، مُحاطة بسُحب قاتمة سوداء. صيادون مهرة لهم خبرة السنين في صيد الأسماك، يحالفهم الفشل في ليلة غبراء، فلا يأخذون شيئًا حتى أنهم غسلوا الشباك وتركوا السُفن، وتهيأوا للرجوع إلى الديار بخيبة وعار، وسلالهم خالية من أي إدام، فماذا يقولون لذويهم؟! سينعقد اللسان ويبطل الكلام!

لكن يبرز في المشهد رب السماء البار، الذي له السلطان، الذي يخضع له كل دواب الأرض وكل سمك البحار، يقول لسمعان بعد أن دخل إحدى السفينتين التي له، لكي يعلِّم منها جموع من الآنام «ابعُد إلى العُمق وألقوا شباككم للصيد» ( لو 5: 4 )، فأجابه بطرس بعبارتين: الأولى مُمتزجة بالخوار والفشل، والثانية حلَّق بها في جو الإيمان الواثق في خالق كل الأشياء، الذي سمع كلمته التي كانت بسلطان، ورأى قوته وسلطانه الذي أمر به الأرواح النجسة فخرجت، وانتهر الحُمى من حماته فقامت وصارت تخدمهم. «فأجاب سمعان وقال له: يا معلم، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا. ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة» ( لو 5: 5 ).

«ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكًا كثيرًا جدًا، فصارت شبكتهم تتخرق. فأشاروا إلى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم. فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغَرَق» (ع6، 7).

لنتأمل معًا بعُمق ـ عزيزي المؤمن ـ في هذا الشخص الكريم الذي يعطي بسخاء وينعم بفيض، ولنتأكد أنه عندما توصد الأبواب أمامك، هناك رجاء أكيد في رب السماء. وعندما تعلو أمواج الهموم في الحياة، فسيدنا المعبود قادر أن يعمل لك مسالك في غمارها، مهما كانت عاتية. وعندما تفشل من نفسك، ويبدو أن لا مناص لك، فسوف تجد في التو والحال عمل الله الذي يقودك إلى نجاح باهر. أ ليس الذي ضَمَن لك مستقبلك الأبدي، قادرًا أن يملأ كل احتياج لك بحسب غناه في المجد؟ ( في 4: 19 ). وعندما تجف مواردنا، فإن ينابيعه لا تنضب، وعندما تكون السُحب قاتمة، توقع الأمطار الغزيرة، وعندما تكون الأمور شائكة ومتشابكة، فاعلم أن عنده الحل السريع. وإن كانت جبال المصاعب عالية، فإنه ـ تبارك اسمه ـ يستطيع أن يصعد بك فوقها ( حب 3: 18 ، 19).

خليل حزقيال
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net