الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 27 ديسمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم
طوبى للرحماء، لأنهم يُرحمون ( مت 5: 7 )
( لو 6: 36 )

أبناء الآب الرحيم

الرحمة هي شعور بالشفقة نحو شخص في حالة سيئة، مع رغبة ومحاولة لإنقاذه ( لو 10: 37 ). وعندما نفهم ذلك، كم يصبح العالم كله متسعًا لصنع الرحمة. فما أكثر الذين في ظروف صعبة سواء من المؤمنين أو الخطاة. سواء من جهة الحاجات الروحية أو الجسدية، الأبدية أو الزمنية.

وفي لوقا6: 36 نجد الرب يقول: «كونوا رحماء» ثم يضيف «كما أن أباكم أيضًا رحيم». من هذا نتعلم أننا نكتسب الرحمة من صيرورتنا أولادًا لله. فالناس بصفة عامة لا يعرفون الرحمة، كما تشهد عن ذلك معدلات السرقة والقتل والإرهاب. يصف الوحي الناس بأنهم «بلا فهم ... ولا رحمة» ( رو 1: 31 ). ويقول الحكيم إن «مراحم الأشرار قاسية» ( أم 12: 10 )!! فهل يمكن أن يتحول إنسان هذا وضعه، إلى شخص رحيم؟!

الإجابة: نعم، لكن ليس بمجهوده هو، بل من مجرد رحمة الله، كما حدث فعلاً مع شاول الطرسوسي، ذلك الوحش المفترس الذي كان ينفث تهددًا وقتلاً على تلاميذ الرب، الذي حبس في سجون كثيرين من القديسين، ووافق على قتلهم، وفي كل المجامع كان يعاقبهم مرارًا كثيرة ويضطرهم إلى التجديف، وطردهم إلى المدن التي في الخارج. ومع أن شاول كان من طبقة البشر العُليا، فكان مواطنًا رومانيًا أصيلاً، كما كان يهوديًا من المذهب الأضيق، مذهب الفريسيين، لكن لا المدنية الرومانية، ولا فلسفات الإغريق التي كان يتقنها، ولا حتى تعاليم ناموس موسى، كانت لتغير قلبه، بل اللقاء العجيب مع المسيح هو الذي غيّره.

وعندما يتحدث الرسول في رسالته الأولى إلى تيموثاوس، يذكر مرتين أنه رُحم، فيقول: «أنا الذي كنت قبلاً مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا، لكنني رُحمت ... لكنني ... رُحمت» ( 1تي 1: 13 ، 16)، من ثم أمكنه أن يُظهر الرحمة.

إن معجزة الولادة من فوق هي التي تُكسب الإنسان صفة الرحمة كأبيه الذي في السماوات. فالله بصفة عامة يُعامل البشر بالرحمة المترفقة بهم في كل يوم، كقول المرنم: «ما أكرم رحمتك يا الله، فبنو البشر في ظل جناحيك يحتمون» ( مز 36: 7 ). لكن غناها يظهر في تعامله مع الخطاة لخلاصهم (ارجع إلى أف2: 4، 5).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net