الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 16 فبراير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بولس الرسول: الوكيل الأمين الحكيم
لأن وعظنا ليس عن ضلال، ولا عن دنس، ولا بمكر، بل كما استُحسنا من الله أن نؤتمن على الإنجيل، هكذا نتكلم ( 1تس 2: 3 ، 4)
في 1تسالونيكي2: 3- 6 نرى لمحة من الصفات التي خلا بولس ورفقاؤه منها، هذا لكي نتعلم ما يجب أن يتجنبه كل خادم أمين للرب. فأولاً، يجب التخلص من كل ضلال وخداع (مكر). ليس هذا فقط، بل أيضًا كل ميل لإرضاء الناس. فأية خدمة كُلفنا بها، مهما كانت صغيرة، هي من الله وليست من الناس. إذًا فنحن مسئولون أمام الله الذي يفحص، ليس فقط كلماتنا أو أفعالنا، بل «يختبر قلوبنا» (ع4).

لقد أؤتمن بولس على الإنجيل بشكل استثنائي. ولكن يجب أن تُكتب الكلمات التي ذكرها بولس هنا: «مؤتمن من الله» على قلوبنا جميعًا. ويجب ألا ننسى أننا جميعًا قد أؤتمنا على وديعة من قِبَل الله.

وإذا جعلنا هذا نصب عيوننا، فإننا سنتجنب بالطبع كلام التملق لإرضاء الناس، والشهوة المتخفية (علة الطمع)، وطلب المجد من الناس (ع5، 6). وهذه الأمور الثلاثة شائعة بشكل كبير في العالم، فالناس بطبيعتهم يطلبون ما هو لأنفسهم، ولذلك تسيطر عليهم الشهوة (الطمع)، لكنهم قد يحاولون إخفائها بشكل أو آخر. والمجد من الناس عزيز أيضًا على قلوب البشر؛ وسواء كانوا يسعون إلى الامتلاك أو المجد، فإنهم يجدون في كلام التملق سلاحًا ناجحًا يستطيعون بواسطته أن يفوزوا برضا صاحب النفوذ. كل هذه الأمور رفضها بولس تمامًا. فكخادم لله، الله هو الفاحص لقلبه، والله هو الشاهد له، لم تكن هذه الأمور تليق به.

وتُبرز الآيات من 7 إلى 12 الصفات الإيجابية في خدمة بولس. وجدير بالذكر أنه بدأ بتشبيه نفسه بالأم المُرضعة (ع7)، وانتهى بتشبيه نفسه بالأب (ع11). وقد يصعب علينا أن نتخيَّل كيف يمكن لرجل بهذه القوة أن يكون رقيقًا مُترفقًا «كما تربي المُرضعة أولادها»، ولكنه كان هكذا فعلاً. فالقوة الجسمانية تتصف بالوحشية، أما القوة الروحية فتتسم بالرقة والترفق. وهو ترفق تولَّد عن حب حقيقي لهؤلاء المؤمنين الجُدد. لقد كان يدفئهم، أي يحافظ على حرارة إيمانهم، وكيف كان له أن يفعل هذا، لو لم يكن حبه لهم حارًا؟ لقد كان حبه حارًا لدرجة أنه كان مستعدًا هو ورفقاؤه أن يعطوهم لا إنجيل الله فقط، بل أنفسهم أيضًا (ع8). لقد كانوا مستعدين أن يبذلوا حياتهم من أجلهم.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net