الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 23 فبراير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بعد كل هذا
بعد كل هذا حين هيأ يوشيا البيت، صعد نخو ملك مصر إلى كركميش ليحارب عند الفرات، فخرج يوشيا للقائه ( 2أخ 35: 20 )
هذه الكلمات الثلاث، تحدد فترة من حياة يوشيا ملك يهوذا، كما سجلها الوحي الإلهي. وقد جاءت هذه الكلمات مؤشرًا لنهاية حياة لامعة نافعة، ومؤشرًا في آن معًا على بداية طريق قادتها الإرادة الذاتية إلى الهزيمة والكارثة والموت. فهي تعود بالقارئ إلى تاريخ ماضٍ حافل بالأدلة على التقوى التي تجلّت في بكور أيام هذا الملك، فقد بدأ بداية حسنة، وغيرة تزداد بمرور السنين، وأثمرت أربع نتائج هامة:

فقد تطهر الهيكل، وأُعيد اكتشاف الحق الذي أصابه الإغفال، كما عثروا يومئذ على كتابات نبوية، وأخذ الشعب يتبرع باختياره لعمل التدشين، واحتفلوا بأعظم فصح منذ أيام صموئيل النبي. ذاك بالحق سجل أكبر مما في طوق فتى أن يقوم به.

وفي التطبيق الفردي: كم من شاب تُشبه حالته الأدبية حياة الملك يوشيا ـ يبدأ حياة تقوية لطيفة جدًا، والرغبة الجادة الممتلئة غيرة على خدمة الرب، جذابة جدًا للعين، والتكريس المُلتهب لشخص الرب جميل جدًا، والعواطف المقدسة والنبيلة حول مائدة الرب غاية في الحلاوة والعذوبة.

ولكن ماذا "بعد كل هذا"؟

هل نرتضي سبيل الاسترخاء مع قليل من مقاومة الغواية؟ وعن طريق مُداعبة العالم، نهيئ للجسد والشيطان الطريق إلى الانحلال، أم أننا نرهف الأذن لصيحة النذير التي يوجهها الوحي الإلهي في هذا الكلمات الفاحصة: "بعد كل هذا"؟ ففي أمر يوشيا، نسمع أنه تحدَّى الله، وجُرح جراحات قاتلة. ويا لها من خاتمة لمثل هذا الرجل، الذي نال حظوة تسجيل الوحي لتقواه وخدمته!!

فربما خيِّل إليه أن مركزه المرموق، ومعرفته الناضجة، يُبرران مواجهته مع ملك مصر، على أن الوحي يسجل ضده ثلاث وقائع.

أولاً: واضح جدًا أنه تصرف بالاستقلال عن الله،

وثانيًا، رفض النصيحة،

وأما أخيرًا، فإنه تنكَّر.

«وبعد كل هذا» لم يَعُد إناءً صالحًا نافعًا للخدمة. «فمَنْ ينظر أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط».

و.ج. ترنر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net