الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 13 مارس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العطاء بسخاء
مَنْ يزرع بالشُّح فبالشُّح أيضًا يحصد، ومَنْ يزرع بالبركات، فبالبركات أيضًا يحصد. كل واحدٍ كما ينوي بقلبه، ليس عن حُزن أو اضطرار، لأن المعطي المسرور يُحبه الله ( 2كو 9: 6 ، 7)
العطاء نوع من الزرع (إلقاء البذار)، ولذلك تنطبق عليه قوانين الزرع والحصاد. فلو ألقيت البذار بشُّح، يكون المحصول شحيحًا. وإذا ألقيت بسخاء، جاء المحصول سخيًا وفيرًا ( 2كو 9: 6 ). ولا يمكن أن يكون الأمر بخلاف ذلك، سواء في الطبيعة، أو فيما يتعلق بأمور الله. وعندما نعطي الآخرين، نزرع نعمة «والله قادرٌ أن يَزيدكم كل نعمة، لكي ... تزدادون في كل عملٍ صالح» (ع8). ولكن لكي يكون العطاء مصدر سرور لله فعلاً، يجب أن يُقدَّم بسرور (ع7). أما إذا قُدِّم بدون رضى، أو نتيجة ضغط، فإنه يفقد قيمته في نظر الله.

وعندما نعطي، لا نزرع نعمة فقط، بل برًا أيضًا. وتُقتبس الآية9 من المزمور112: 9 «فرَّق، أعطى المساكين، بره قائم إلى الأبد». والمزمور112 يطوِّب الرجل «المتقي الرب، المسرور جدًا بوصاياه»، المستقيم، الذي «يدبر أموره بالحق». مثل هذا الرجل يفرِّق ويعطي المحتاجين. ولا يتكلم المزمور عن عطائه كنعمة، بل كبِرّ يبقى إلى الأبد. فهل اعتدنا أن ننظر إلى العطاء في ضوء هذا؟ لقد أخذنا بلا حدود من الله، ولذلك يليق بنا أن نقوم بدور المُعطي. ما دام الله قد ائتمنا على بركات مادية أو روحية. ولكن إذا لم نُعط،ِ واكتنزناها لأنفسنا، أو أنفقناها على مسراتنا، لكان هذا منافيًا للبر.

كما أن اتساع القلب والعطاء بسرور، لها بركات وفيرة. وأولها سد إعواز القديسين (ع12). وهذا في حد ذاته عملٌ صالح، يدركه مَنْ رأى ارتياح وسرور القديسين الفقراء الذين انتشلهم سخاء إخوتهم من العَوز. الأكثر من هذا تمجيد الله (ع13). والقيام بهذه الخدمة «يَزيد بشكر كثير لله». فالقديس الذي قُدِّم له العون والمساعدة، يقدم الشكر المتزايد لله على العطية ومَنْ قدموها له. وأيضًا أولئك الذين أعطوا، يجدون أنفسهم في بركات متزايدة من الله، وإنما لغلات برهم (ع10)، فيشكرون الله أنه أعطاهم امتياز العطاء. ولنا أن نستشهد بالآية التي تقول: «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» ( أع 20: 35 ). وأخيرًا، فهؤلاء القديسون الفقراء، الذين ليس لديهم ما يقدمونه في المقابل، يردّون جميل ما قُدّم لهم بالمشاعر المتجاوبة والدعاء. ويحصد مَنْ قاموا بالعطاء، البركات التي تنبع من حب وصلوات أولئك الذين قدموا لهم هذا العون.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net