الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 15 مارس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا السماء جذابة؟
أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا ( رؤ 21: 6 )
هل سبب ذلك الأبواب اللؤلؤية والشوارع الذهبية؟ كلا. ستكون السماء جذابة، لأننا هناك سنشاهد ذاك الذي أحبنا، لدرجة أنه أخلى نفسه لكي يموت عنا. ما الذي يجعل المنزل جذابًا؟ هل الأثاث الجميل والغرف المُنظمة؟ كلا. كم من البيوت فيها كل هذا، ومع ذلك فهي كالقبور المُبيّضة!

حدث أن امرأة كانت تحتضر، وكان ضروريًا أن يؤخذ طفلها بعيدًا عنها، إذ لم يكن ممكنًا أن يوجد بجانبها، دون أن يسبب لها تعبًا كثيرًا. وكل ليلة كان الطفل يصيح طالبًا أن يبيت بجوار أمه، ولكن إذ لم يُتمم له غرضه، وكان يؤخذ إلى بيت أحد الجيران، كان ينام والدموع تتهاطل على وجنتيه فتبلل وسادته. أخيرًا ماتت الأم، ورؤيَ أن الأفضل عدم تمكين الطفل من رؤية والدته في نعشها. وبعد دفنها، أُحضر الولد إلى المنزل، فأخذ يجري إلى أحد الغرف قائلاً "ماما! ماما!" ثم يخرج منها ويدخل إلى أخرى صارخًا: "ماما! ماما!" وهكذا إلى أن دخل كل غرف المنزل، ولما لم يجد تلك الشخصية المحبوبة لقلبه، صرخ بشدة قائلاً: "أنا لا أريد أن أبقى في هذا المنزل. خذوني إلى بيت الجيران". إن هذا الطفل لم يستطع البقاء في مكان لم يجد فيه مَنْ يحبه؛ وهكذا ما يجعل السماء جذابة، يحلو فيها الوجود، هو رؤية المسيح الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا.

إذا سألتني: لماذا يحبنا الله؟ فلا أستطيع أن أُجيبك. ربما يحبنا لأنه أب حقيقي. إن طبيعته أن يحب، كما أن طبيعة الشمس أن تضيء. والله يريدك أن تتمتع بمحبته لك، فلا تدع عدم الإيمان يبعدك عنه. لا تظن بأنه لكونك خاطئًا، فالله لا يحبك، أو لا يهتم بك. «لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء، مات في الوقت المعين لأجل الفجار» ( رو 5: 6 ). أ ليس هذا كافيًا لأن يقنعك بأنه يحبك؟ هل بلغت بقلبك القساوة لدرجة أنك تزدري بمحبته وترفضها؟ إنك تستطيع بكل أسف أن تفعل ذلك، لكن هذا الأمر المُرعب يؤدي بك إلى الهلاك الأبدي.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net