الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 17 مارس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
امتحان الإيمان
بالإيمان قدم إبراهيم إسحاق وهو مُجرَّب: إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضًا ( عب 11: 17 - 19)
كلمة إسحاق معناه "ضحك". فعندما كان إبراهيم ينظر إلى إسحاق، كان يتذكَّر ضحكه هو وسارة عندما أعطاهما الله الوعد به لأول مرة، ولما وُلد الطفل، قالت سارة عندما أسمته "إسحاق": «قد صنع إليَّ الله ضحكًا» ليس ضحك عدم الإيمان فيما بعد، بل ضحك الفرح «كل مَنْ يسمع يضحك لي».

ونستطيع أن نتخيَّل أن كل انتظارات إبراهيم تركزت في ذلك الطفل، ابن الموعد، وكيف أن قلبه الذي شاخ، كان ينبض عندما يتفكّر في كل البركات المُركزة في ذلك الابن، فلنتفكر إذًا في وقع كلام الله عليه، وهو يسمعه يقول: «خُذ ابنك وحيدك» ولماذا يذكّره الله بأنه وحيده؟ وذلك لكي يجعله وجهًا لوجه أمام الحقيقة، بأن الله يطلب منه أن يضحي بكل شيء تركز فيه رجاؤه، كل شيء رأى فيه إيمانه ثمرًا إلى ذلك الوقت. ثم يعتصر الله قلب إبراهيم اعتصارًا، حين يقول له: «الذي تحبه». لماذا يذكّره الله بمحبته لإسحاق؟ أ ليس بذلك يضع صعوبة كُبرى في سبيل طاعة الله؟ نعم، إن تلك الطاعة مستحيلة على الطبيعة، ولكنها ليست مستحيلة على الإيمان.

«اذهب إلى أرض المُريا واصعده هناك مُحرقة» هل أُضحي بوارث الوعد؟ بذاك الذي أعطاه لي الله نفسه؟ نعم، وهكذا يقصد الله أحيانًا أن يمتحن إيماننا. لقد تمتعنا ببعض البركات، وحصلنا على بعض الاختبارات لنعمة الله، ولكن كأن الله ليسدل ستارًا على هذه كلها ويقول: هل أنت واثق في الأشياء التي أعطيتها لك؟ أم أنت واثق فيَّ أنا؟ هل أنت مستعد أن تضحي بكل شيء، وترى ماذا أنا مُزمع أن أفعله معك؟ يا له من امتحان فاحص لقلوبنا!

ولكن إبراهيم يأخذ ابنه بدون تردد، وفي الحال يمضي إلى المكان المُعيَّن، يدخل إلى أعماق الامتحان المُريع ويضع الحطب على ابنه، ويصعدان إلى الجبل معًا. ثم يأتي سؤال الابن: «يا أبي، هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمُحرقة»؟

كم نفذ هذا السؤال كسهم إلى قلب أبيه! ولكن، كم لمع الإيمان في جواب الأب: «الله يرى له الخروف للمُحرقة يا ابني». هل يقصد بهذا أن يقول إن إسحاق سوف لا يموت؟ لقد علم أنه حتى ولو وُضع للموت، فإن الله قادر أن يُقيمه من الأموات. لقد وضع ثقته في إله القيامة، وهكذا أخذ ابنه كأنه من الأموات في مثال.

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net