الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 6 إبريل 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أليمالك ونعمي
رجل من بيت لحم يهوذا ... اسم الرجل أليمالك، واسم امرأته نُعمي ( را 1: 1 ، 2)
في تواريخ العهد القديم، وفي النبوات، كثيرًا ما يكون للأسماء دلالة لا شك فيها، تكون بمثابة مفتاح للتعليم الأدبي والروحي المقصود من الفصول المتضمنة لهذه الأسماء. فأليمالك معناه "الله الملك" أو "الله ملك". ولا يَرِد هذا الاسم في الكتاب المقدس إلا هنا. وإذا جعلنا هذا المعنى في بالنا، نؤخذ بجمال ترتيب العدد الأخير من السفر السابق (القضاة) «في تلك الأيام لم يكن ملكٌ في إسرائيل» مع العدد الذي يليه مباشرة ( را 1: 1 ، 2) حيث نجد شخصًا في إسرائيل يحمل في ثنايا اسمه ما يُرينا أن الله هو الملك، ولو أن الأمة لا تعترف بسلطانه ـ ذاك الساكن بين الكروبيم في خيمة الاجتماع.

فمهما اشتد الظلام، فلا بد أن يكون لله مَنْ يرفعون منارته. وأليمالك كان يحمل نور الحق في اسمه. فعندما أنكر إسرائيل سلطان الله و«كل واحد عَمِلَ ما حسُن في عينيه» ( قض 21: 25 )، كان هذا الرجل في بيت لحم، كأنه في صمت يُذكر بين وطنه بأنه «كان في يشورون ملكًا» ( تث 33: 5 ).

في سبط يهوذا الملكي ( تك 49: 10 ) وقف أليمالك كشاهد مُكرَّم بأن الله هو الحاكم المُطلق السلطان لشعبه المفدي، بالرغم من الوثنية والاستقلال الذاتي والفوضى التي تفشَّت بينهم. وكان أليمالك خليقًا بهذا الاسم في أرض يهوذا، أما في أرض موآب، فكان الاسم على غير مُسمّى، لأنه كيف يتسنى لمن يعترف بأن الله هو الملك، أن يهجر شعب الله ليتغرَّب في بلاد غريبة.

و"نُعمي" اسم زوجة أليماك لا يَرِد أيضًا في الكتاب إلا في سفر راعوث، ويظهر أن معنى هذا الاسم "نعمة" أو "جمال" أو "حلاوة"، وبالأخص تلك النعمة المقترنة بالجمال الروحي. ويستعمل المرنم هذه الكلمة عندما يتكلم عن النظر إلى "جمال الرب" في مزمور27: 4، وعندما يطلب أن يكون هذا الجمال أو "نعمة الرب" على شعبه ( مز 90: 17 أم 3: 17 ، 10؛ لو2: 40، 52). وتقترن هذه الكلمة "نُعمي" بالحكمة أيضًا، لأن سليمان يقول «طرقها طُرق نِعَم» (أم3: 17). فمن الاسم يتضح أنه لا بد أن كانت "نُعمي" الطيبة المُنعمة الحكيمة، شريكة موافقة لأليمالك. وكان هذان الزوجان شريفين وقويين وسعيدين في حياتهما، إلى أن تركا أرض الرب، فتبدَّل الحال معهما.

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net