الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 27 يونيو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أمانة الله وصلاحه
فقال لي: تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمل.. لذلك أُسرُّ بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح. ... ( 2كو 12: 9 ، 10)
إن الرب رحيمٌ جدًا بنا، وصالحٌ جدًا من جهتنا. والخوف من الآلام التي تأتي من يديه لتجهزنا لخدمته، هو نوع من الشك في صلاحه وأمانته. فهو يعرف جبلتنا، ويذكر أننا تراب نحن، لذلك يعرف جيدًا طاقة احتمالنا، وعندما يسمح بالآلام، فهو يعرف أي نوع من الألم نحتاج. فالألم أنواع، فخُذ مثلاً أنواع الآلام التي سمح بها لبولس:

(1) ضعفات (أمراض). (2) شتائم (إهانات)

(3) ضرورات (احتياجات زمنية)

(4) اضطهادات (آلام جسدية)

(5) ضيقات (متاعب نفسية مختلفة الأنواع). والرب يعرف أيضًا عُمق الاحتياج؛ هل لنوع واحد من الألم أم أكثر. فقد أعطى لبولس خمسة أنواع، ثم أنه يعرف الجُرعة المناسبة من كل نوع، والمدة المضبوطة التي نحتاجها. إني أقصد باختصار، أنه لا يتركنا نتألم كيفما اتفق، لكن كل شيء عنده بحساب. ثم انظر، ما أعظم هذا الذي أعطاه لبولس أثناء الآلام. لقد أعطاه ليس نعمة بل نعمته، وماذا فعلت النعمة فيه؟ لقد جعلته يُسرّ بالخمسة أصناف من الآلام وكأنها هدايا جميلة، لا بلايا ثقيلة!

لقد كنا نعطي المرضى بأمراض نفسية أدوية لعلاج أمراضهم، وكانت بالفعل تحقق نتائج رائعة. لكن للأسف كانت لها أعراض جانبية سخيفة للغاية. فماذا كنا نفعل؟ كنا نعطيهم أدوية أخرى، فقط لعلاج الأعراض الجانبية للأدوية الأولى.

وهكذا الطبيب العظيم، فهو يحسب لنا جُرعة الآلام اللازمة جدًا للاستخدام، وإذ يعرف أعراضها الجانبية وسخافة تأثيرها على جوانب كثيرة من الحياة، يعطينا معها هذا الدواء الفعّال «نعمته». لكن العجيب أن هذه النعمة الرائعة لا تزيل فقط مضاعفات الآلام، بل تجعلنا أكثر قوة وفرحًا من حالتنا دون آلام!

دعني أقول يا عزيزي .. إن نفوسنا ليست أكثر غلاوة علينا من غلاوتها عليه، فهو وحده الذي مات لأجلها. ومن الغباء أن نظن أننا قادرون على حفظها، بل إننا بحماقة نهلكها إن أردنا أن نخلّصها، بل على العكس، كما قال السيد، إن أهلكناها لأجله، فحينئذ فقط سنخلّصها ونجدها ( مت 16: 25 ). لذلك دعنا نستودعها بين يديه الحانيتين ولننم هادئين «فإذًا، الذين يتألمون بحسب مشيئة الله، فليستودعوا أنفسهم، كما لخالقٍ أمين، في عمل الخير» ( 1بط 4: 19 )

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net