الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 يونيو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حتى أنت يا بطرس؟!
فابتدأ يلعن ويحلف: إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه! وصاح الديك ثانية ( مر 14: 71 ، 72)
ثلاث مرات في بستان جثسيماني، في جهاد مرير، لكن في قوة الله، تصدَّى الرب يسوع لهجمات الشيطان. أما بطرس فقد هجم عليه العدو ثلاث مرات في فناء دار رئيس الكهنة؛ وكلما زمجر العدو، ازداد الخوف واشتدت مرارة الهزيمة لأن الرب سمح أن يتركه لذاته. وبعد فترة «لما مضى نحو ساعةٍ واحدة» ( لو 22: 59 ). جاءت الضربة الأخيرة المُفاجئة «حقًا أنت أيضًا منهم، فإن لغتك تُظهرك!» ( مت 26: 73 ) «لأنك جليلي أيضًا ولغتك تُشبه لغتهم!» ( مر 14: 70 ) «قال واحد من عبيد رئيس الكهنة ... أما رأيتك أنا معه في البستان؟» ( يو 18: 26 ). هنا فَقَد بطرس توازنه. وبينما كان «الشاهد الصادق الأمين» في الداخل يواجه موتًا مُحققًا، نجد بطرس، وقد ملأه الخوف من الموت، يبتدئ ـ ويا للهول ـ «يلعن ويحلف إني لا أعرف الرجل!» ( مت 26: 74 )، ثم ينسى نفسه أيضًا ويقول: «إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه!» ( مر 14: 71 ).

وهل بعد ذُل الهزيمة هذا، وبعد سقوط عظيم مثل هذا، يمكن أن تُرَّد نفس بطرس؟ هل يمكن لمثل هذا التلميذ التعيس، وقد جلب على نفسه عار مثل هذا، أن يكون سعيدًا مرة أخرى؟ نعم.

«وفي الحال، بينما هو يتكلم صاح الديك» ( لو 22: 60 ). ومرقس يقول أيضًا «وصاح الديك ثانية» ( مر 14: 72 ). لقد استخدم ذاك الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته، واحدًا من العجماوات غير الناطقة لكي يساعد عبده وتلميذه الذي سقط هكذا إلى حضيض الحضيض. ومَنْ غير بطرس في تلك الساعة من الليل، يَعي صيحة من ديك؟ لكن بالنسبة لبطرس، كان لصياح الديك فعل سهام البرق التي تخترق الظلام. لقد اهتزت نفسه وأفاقت من رهبة من خوف «فتذكَّر بطرس القول الذي قاله له يسوع: إنك قبل أن يصيح الديك مرتين، تُنكرني ثلاث مرات» ( مر 14: 72 ). وفي لحظة كانت حاجة نفسه العميقة تتلاقى مع نظرة من الرب، من ذاك الذي أخطأ بطرس في حقه، وبإهانة شديدة أهانه «فالتفت الرب ونظر إلى بطرس» ( لو 22: 61 ). وكانت نظرة الرب مليئة بالرحمة والإشفاق.

فريتز فون كيتسل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net