الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 11 يوليو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أفراح وأحزان شونم
وكبر الولد. وفي ذات يوم خرج إلى أبيه إلى الحصّادين. وقال لأبيه: رأسي، رأسي، فقال للغلام: احمله إلى أمه ... فجلس على ركبتيها إلى الظهر ومات ( 2مل 4: 18 - 20)
يا له من منظر للسعادة الأرضية، فقد كان الوقت وقت حصاد، والشمس مُشرقة بلمعانها، والحصادون مشغولون بعملهم، والابن الوحيد المحبوب لدى والديه يغدو ويروح مرحًا بين الشمائل. ولكن سرعان ما تغيَّر هذا المشهد الجميل بآخر مُحزن، بوفاة الولد فجأة بصورة مُفجعة. ولم يكن يخطر ببال الأم أن حاصدًا آخر كان يقترب من الحقل ليقضي على ابنها الصغير العزيز، الذي جاء نتيجة لقصة العُلية الصغيرة التي عُملت على الحائط ليميل إليها رجل الله أليشع. وقصة تعب المحبة والخدمات الحُبية الأخرى التي أظهرها الوالدان في كل السنوات الماضية لنبي الله.

أ لم يُعطِ الله هذا الولد؟ فلماذا أخذه بهذه السرعة؟ إن لنا في مُعاملات الله هذه درسًا هو الدليل على أن كل فرح أرضي وكل بركة زمنية، ولو كانت عطية من يده الكريمة، إنما عُرضة للانقضاء وللزوال. ويمكننا أن نتعلم من المعنى الرمزي للفصل كله، أن ما يعطيه لنا الله في القيامة، هو وحده المضمون والثابت لنا.

لا بد أن مرارة تلك الساعة التي جاءت على الأم كانت ساحقة، وأن ترى الأم ابنها وحيدها مُضطجعًا على ركبتيها ميتًا، لا بد أنه كان امتحانًا صعبًا وحارقًا لإيمانها. وكثيرًا ما يتلمّس الشيطان مثل هذه التجارب ليزعزع إيماننا. لكن النعمة تستطيع بالفعل أن تسدد حاجتنا، وترفع نظراتنا إلى السماء من خلال كل الدموع والأحزان. وهكذا أعانت النعمة تلك الأم «فصعدت وأضجعته على سرير رجل الله، وأغلقت عليه وخرجت». نعم، لم تُخبر رجُلها، وما كانت لتُخبره بهذه الفاجعة الفادحة، ما دام هناك رجاء في عون يرسله الله، مع أنه لا بد أن مشاعر مختلطة بين الرجاء والخوف، كانت تملأ قلبها.

وتقول المرأة العظيمة لغلامها: «سقْ وسِرْ ولا تتعوق لأجلي في الركوب» لأنها رأت أن تُسرع أولاً بحُزنها إلى رجل الله الذي بطلبة منه أعطاها الله هذا الولد كبركة لها. وكم يجمّل بالزوجات والأمهات المؤمنات أن يأتين بأحزانهن وتجاربهن أولاً للرب يسوع المُقام من الأموات، كما أسرعت الشونمية. وما أجمل أن يتعاطف الأزواج والزوجات فيشفق الواحد على الآخر عند الأحزان والمُلمّات، وأن يلقوا كل همهم على ذاك الذي يعتني بهم.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net