الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 12 يوليو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة الله
لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3: 16 )
يا لها من محبة عجيبة لا يمكن التعبير عنها، محبة الله للإنسان الذي داس مجده تحت قدميه، والذي يُسرّ بأن يكسر نواميسه المقدسة. ومع ذلك أتى من عند الآب ابن محبته، وجال في الأرض «كرجل أوجاع»، والآب سُرّ بكل خطوة من خطوات طاعته، كما أظهر ذلك صوت الآب القائل: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت». ولا يعلم مقدار عُمق حزن وألم جثسيماني والجلجثة سوى الآب وابنه. كان صراخ ابن الله «إلهي إلهي، لماذا تركتني؟». ألا تعلم أيها القارئ، لماذا ترك الله ابنه في أشد ساعات ألمه وضيقه؟ لقد تركه لأنه كان حاملاً الخطية. وقد حجب الله القدوس وجهه عن حامل الخطايا، كي يستطيع بعدئذ الإنعام على الخاطئ بمجد أبدي. وقد وفىّ السيد جميع مطاليب القداسة. ويجد قلب الله الآن راحة وشبعًا مستمرًا في ذبيحة ربنا يسوع، وفي دم ابنه الحبيب، ذلك الدم الذي هو لدى الله البرهان الصريح على الطاعة الكاملة التي ظهرت في الإنسان الثاني آدم الأخير. إن الأبواب السماوية مفتوحة الآن على مصاريعها، والله القدوس يدعو الضال إليه ويقدم له قُبلة المُصالحة الأبدية. يأمره بأن يأتي إليه كما هو، ويشترك في الوليمة التي أعدتها المحبة الأبدية. يأمره أن يأتي ويشتري بلا فضة وبلا ثمن.

إن إعلان الغفران والسلام يخرج من بين شفتي الله نفسه. وما هو هذا الإعلان المُقدم إلى العالم الفقير الهالك؟ ما هو هذا الإعلان الذي قدمه إله المحبة؟ إنه إعلان المُصالحة، لا بل هو إعلان الحياة الأبدية لكل مَنْ يؤمن بالابن. إن نزول ابن الله إلى الأرض، وموته العجيب في الجلجثة، وقيامته، وصعوده إلى المجد، وجلوسه عن يمين الله، كل هذا يوضح السبب في أن الله لم يجعل خلاص الإنسان متوقفًا على طاعته وبره الذاتي. لقد أكمل الرب الخلاص للخاطئ بواسطة عمل شخص آخر، بعمل النائب الذي عيّنه الله، الذي حمل بنفسه دينونة الخطية وقام منتصرًا كاسرًا شوكة الموت والهاوية، وساحقًا تحت قدميه المثقوبتين عدو النفوس.

هنا يستطيع أن يجد الخاطئ المُتعب والمُثقَّل راحةً وفرحًا وسلامًا أبديًا، بل يستطيع أن يقول: "تستحق أيها المخلص المجيد أن تأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة إلى الأبد".

تشارلس سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net