الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 يوليو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ظهور المنقذ
وقال الفلسطيني: أنا عيَّرت صفوف إسرائيل ... أعطوني رجلاً فنتحارب معًا. ولما سمع شاول وجميع إسرائيل كلام الفلسطيني هذا، ارتاعوا وخافوا جدًا ( 1صم 17: 10 ، 11)
إننا نرى في جليات جبار الفلسطينيين المذكورة قصته في 1صموئيل 17، صورة لقوة العدو ـ الشيطان ـ التي قبض بها على النفس البشرية وأسرها بقيود عبوديته القاسية، ولم توجد وسيلة بشرية في متناول الناس تستطيع أن تفكهم من قيود هذه القوة المُريعة. ويتكرر تعيير العدو من يوم إلى يوم، ومن سنة إلى أخرى، ولكن بدون خلاص. من عصر إلى عصر يمكن سماع الحكم المُريع على جميع أنسال آدم الساقطين «وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة» ( عب 9: 27 ). والجواب الوحيد الذي كان يستطيع الإنسان أن يسمعه، كان كجواب بني إسرائيل في وادي البُطم: خوف .. خوف عظيم .. رُعب وفزع.

وكم تلهف القلب البشري إلى شيء يهدئ روعه، ولكنه عبثًا تلهف. فمطاليب العدل لا يمكن مقابلتها، والموت والقضاء كانا ينتظران الإنسان، وهو لا يستطيع إلا أن يرتجف من هول النتيجة. ولكن تبارك الله، فقد أظهر في نعمته ذلك المُنقذ ـ الشخص القادر أن يخلص إلى التمام، وهو ابن الله الوحيد ـ داود الحقيقي ـ مسيح الله، على شعبه إسرائيل وعلى جميع أقاصي الأرض؛ هذا هو الذي قابل الحاجة وسد الفراغ وأرضى تلهفات القلب البشري، ولكن كيف؟ وأين؟ ومتى؟ بموته على خشبة الصليب، في الساعات الرهيبة.

نعم، لقد كان الصليب هو الميدان الذي وقعت فيه هذه الموقعة وتمت فيه هذه النُصرة، هنالك على الصليب جُرِّد ذلك الجبار من عُدة حربه، ونُهب بيته. هنالك نال العدل الإلهي جميع مطاليبه، وهنالك سُمرت على الخشبة جميع الفرائض التي كُتبت علينا، وهنالك أيضًا غسل دم الخروف جميع لعنات الناموس كما غُسلت الضمائر بذلك الدم أيضًا. إن دم المسيح، دم الحَمَل الذي بلا عيب هو الذي وفىّ كل شيء للنفس المؤمنة. إن الخاطئ البائس له أن يقف وينظر إلى هذه الموقعة المُخيفة وإلى نتيجتها العجيبة أيضًا. نعم. له أن يرى كل قوة العدو تنتهي بضربة واحدة من يد المخلص العجيب، ويشعر بنزع ذلك الحِمل الثقيل عن نفسه المُعذبة بنفس الضربة الحاسمة، ثم يدخل إلى قلبه تيار الفرح والسلام وتمتلئ نفسه من الهدوء، ويستطيع أن يسير بقوة الحرية المُشتراه له بالدم، والمُعلنة له في الإنجيل.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net