الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 6 يوليو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قوة للمساعدة وللإسقاط
لا يأتي معك جيش إسرائيل، لأن الرب ليس مع إسرائيل .. وإن ذهبت أنت، فاعمل وتشدد للقتال لأن الله يُسقطك أمام العدو ( 2أخ 25: 7 ، 8)
كان تحذير رجل الله لأمصيا محدَّدًا: «لا يأتي معك جيش إسرائيل»، والسبب الكافي، والذي لا يحتاج معه لمسبِّبات أخرى، كان: «لأن الرب ليس مع إسرائيل مع كل بني إفرايم». ولكي نقبل أن نكون في علاقة أو تحت نير مع واحد، أو نلجأ إليه ونطلب عونه، فالسؤال المبدئي غير القابل للنقاش هو: هل الرب معه؟ أو بالحري: هل هو مع (في صف) الله؟

هل ما زال هذا المفهوم في اعتبارنا؟ وهل ما زلنا نزِن الأمور هكذا؟ إن الله لم يتغير، ولا موازينه تغيرت.

ولقد ذكّر رجل الله أمصيا أنه «عند الله قوة للمساعدة وللإسقاط». إننا نبتهج ونفتخر أن عند إلهنا قوة للمساعدة، ولنا كل الحق في ذلك، فمَنْ مثل الرب إلهنا في عونه، إنه الذي «في الضيقات وُجِد شديدًا» ( مز 46: 1 )، والذي لا يتأخر في عون قديسيه الذين وضعوا ثقتهم فيه. ولكن علينا ألا نغفل أن لديه قوة لإسقاط كل مشورة لا تتماشى مع فكره، وكل ما يتعارض مع مطاليبه من جهة قديسيه. فهل من مُعاند لرأيه نجح؟ لنذكر شعب الله وما جناه من جراء صلابة الرقبة، ولنعتبر!

كان لدى أمصيا تساؤل منطقى: «فماذا يُعمل لأجل المئة الوزنة التي أعطيتها لغزاة إسرائيل» والمبلغ كان يوازي قيمة 3000 كجم من الفضة، أي يُقاس بالملايين اليوم! لكن الرّد الشافي كان: «الرب قادر أن يعطيك أكثر من هذه». وهذا حق. فالله بيده أن يعطينا أكثر مما خسرناه، حتى بغبائنا، إذا اقترن هذا بالتوبة والرغبة في طاعته.

لم يتردد أمصيا أمام قول الرب، فأفرز المأجورين الذين ليس الرب معهم، منفِّذًا الأمر الإلهي. فكانت النتيجة أن تشدد وضرب الأعداء. يقول الكتاب «اخضعوا للّه (أولاً، فتأتي الإمكانية:) قاوموا إبليس فيهرب منكم» ( يع 4: 7 ؛ انظر أيضًا 1بط5: 6)، ولا يمكن أن يكون الترتيب غير ذلك، فالطاعة والخضوع أولاً، ثم النُصرة والتعويض بعد ذلك.

فما بالنا لا نختبر الشدة والنصرة؟ أ ليس لأن خضوعنا لأوامر إلهنا قد قَلَّ في حياتنا؟ أ ليس لعناد قلوبنا، وسيرنا وراء منطقنا البشري وأهوائنا، قد زادت الكسرة في حياتنا؟ ليتنا نفحص أنفسنا، إن كنا قد اشتقنا للنُصرة. وكفانا اندحارًا.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net