الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 11 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مكافأة الإيمان
وكانت الغربان تأتي إليه بخبز ولحم صباحًا، وبخبزٍ ولحم مساءًا، وكان يشرب من النهر. وكان بعد مدة من الزمان أن النهر يبس ( 1مل 17: 6 ، 7)
عندما طلب الرب من إيليا أن يختبئ عند نهر كريث، وأطاع إيليا قول الرب، فإن النهر استمر جاريًا، كما قامت الغربان بواجبها على خلاف طبائعها. ومع إشراق الصباح كانت تأتي وتُسمِّع صوتها بين الأشجار، إلى حيث يُقيم إيليا في الوادي بجوار النهر .. وعندما تغيب الشمس ويحل المساء، تحل مرة أخرى هذه الكائنات السوداء حاملة الخبز واللحم للنبي دون عناء أو قلق. وكان على إيليا أن ينتظر هذه الزيارات اليومية للغربان. ولكن هل عاش إيليا متكلاً على الغربان؟ حاشا. لأن نفسه استراحت على تلك الكلمة الخالدة: «أنا قد أمرت الغربان أن تعولك هناك». فقد كان الله له وليس الغربان. وكانت هذه فرصة لتدريب الإيمان الذي يتعلق بالله، ويمسك بوعده، وينتظره يومًا بعد يوم حتى لو لم يَرَ شيئًا منظورًا. لقد كان يقوته من مستودع غير منظور. فهو الذي يدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة. وبينما كان إيليا مختبئًا عن الناس، كان الله يُظهر نفسه لإيليا.

وكان ينبغي أن يكون إيليا عند النهر، وليس في أي مكان آخر، لكي يتمتع بهذه الإعالة الإلهية. وهذا الموضع فقط هو الذي أُمِرَتْ الغربان أن تحمل الخبز واللحم إليه للنبي. ولو ذهب إلى أي مكان آخر يرغب فيه أو يستحسنه، لكان عليه أن يعول نفسه: فالرزق المُعيَّن لنا من الله، لا نحصل عليه إلا في المكان المعيَّن من الله أيضًا.

وكان هناك مورد منظور وآخر غير منظور بالنسبة لإيليا. المورد المنظور هو النهر الجاري، أما المورد غير المنظور فهو الطعام الذي تُحضره الغربان. وكان من الممكن أن يضعف إيمانه ويقلق من جهة الطعام، أما النهر فهو المنظور والمضمون. لكن الذي حدث بعد مدة من الزمان أن النهر يبس. أما الغربان فلم تكف عن إحضار الطعام. فالمورد المنظور يجف، حتى لو كان نهرًا جاريًا. ولهذا يقول الرسول: «أُوصِ الأغنياء ... أن ... لا يُلقوا رجاءَهم على غير يقينية الغنى، بل على الله الحي» ( 1تي 6: 17 ). في أيام المجاعة عَالَ عوبديا بني الأنبياء بخبز وماء، أما الله فقد عَالَ إيليا بخبز ولحم صباحًا ومساءً لأكثر من سنة حتى جف النهر.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net