الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 15 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المدينة التي لها الأساسات
بالإيمان تغرب (إبراهيم) في أرض الموعد.. ساكنًا في خيام .. لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله ( عب 11: 9 ، 10)
عاش إبراهيم في خيام مع إسحاق ويعقوب، عيشة تُنبئ بأن وطنه ليس هنا، لأن الخيمة تتكلم عن حياة الغريب السائح. ثم يستطرد الوحي، فيقول إن إبراهيم «كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله». وهنا نجد فكرًا ما كُنا نتوقع بالمرة أن نجده في العهد القديم. وهذا ما يجب أن يجعلنا أن لا نتسرَّع ونقول بأن مؤمني العهد القديم لم يكن لديهم رجاء أبعد من هذه الحياة الحاضرة. ويا له من أمر مؤثر أنه «كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات». لا يقول أنه كان ينتظر مدينة ـ أي نوع يُشبه مدينة ـ بل «كان ينتظر المدينة». مدينة معينة معروفة له، «المدينة التي لها الأساسات»، أي الأساسات المعروفة له أيضًا. ولا يمكن أن يكون لتلك المدينة إلا نوع واحد من الأساسات، يوصف في سفر الرؤيا بأنه حجارة كريمة، رمزًا لله مُمجدًا في المسيح. ولا شك أن المسيح نفسه هو أساس تلك المدينة السماوية، وعمله الكفاري هو القاعدة التي ترتكز عليها.

تطلع إبراهيم رجل الإيمان إلى تلك المدينة، فلم يكن يتطلع إلى امتلاك شيء في كنعان، إذ كانت الخيمة هي كل ما يمتلك هناك، لكنه كان يتطلع وينتظر المدينة التي صانعها وبارئها الله ـ الله هو الذي صممها، والله هو الذي بناها.

أما لوط، فمع أنه كان ابنًا لله، ويطلق عليه الكتاب لقب «البار»، ولكنه لم يكن مثالاً للإيمان. لقد نظر إلى مدينة ـ مدينة سدوم ـ لقد رآها من بعيد في وادي الأردن بأنها «كجنة الرب» ( تك 13: 10 )، ولذلك نقل خيمته تجاهها. لقد ذهب تجاهها في البداءة، لكنه بعد ذلك خطا خطوة ثانية إذ تخلى عن الخيمة وسكن في سدوم ـ في مدينة ليس لها أساسات، وصانعها وبارئها الإنسان الخاطئ. وتلك المدينة كانت صورة للعالم كله، مثل مدينة قايين. فالإنسان يحاول أن يُحيط نفسه بالراحة والرفاهية بعيدًا عن الله، وذلك ببناء مدينة مقضي عليها بالهلاك. وقد أخرج الله لوطًا منها صفر اليدين، بينما لا خطر بالمرة من وقوع دينونة على المدينة التي كان ينتظرها إبراهيم، لأنه لا يمكن أن يدخلها ما كان في سدوم، إلا المكتوبين في سفر حياة الخروف. إلى تلك المدينة كان يتطلع إبراهيم. نعم، إن رجل الإيمان العزيز كان ينتظر المدينة التي ننتظرها نحن جميعًا ـ تلك المدينة التي سنشترك نحن كما هو في أمجادها وأفراحها.

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net