الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 25 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الله وحده
وأَلبس شاول داود ثيابه، وجعل خوذة من نحاس على رأسه وألبسه درعًا .. فقال داود لشاول: لا أقدر أن أمشي بهذه ... ونزعها داود عنه ( 1صم 17: 38 ، 39)
حقًا ما أسعد الخلاص من معطلات البشر. وقد لاحظ أحدهم عن حق، أن تجربة داود لم تكن حينما قابل الجبار في ساحة القتال العملية، بل حينما جرّبه شاول بإلباسه عدّة حربه. فلو كان العدو قد نجح في جعله يذهب بها، لضاع كل شيء، ولكن داود أمكنه التغلُّب على هذه التجربة بالنعمة. وهكذا ترك نفسه كُلية في يدي الرب، وما أعظم الأمان الذي وجده داود في ذلك! وهذا ما يفعله الإيمان دائمًا، إنه يترك كل شيء لله وحده، وليست المسألة الله وعدّة حرب شاول، بل الله وحده.

والآن، ألا يمكننا أن نطبّق هذه الحقيقة بنجاح على حالة الخاطئ البائس بالنسبة لمغفرة خطاياه؟ إني أعتقد ذلك، فإن الشيطان يجرّب مثل هذا الشخص ليستعمل شيئًا إضافيًا لعمل المسيح الكامل، شيئًا يقلل من مجد ابن الله كمخلص الخطاة الوحيد، ولمثل هؤلاء أقول، إنه مهما كان ما تضيفون، فإنكم لا تجنون شيئًا «لأنكم بالنعمة مُخلَّصون بالإيمان، ..... ليس من أعمالٍ كيلا يفتخر أحدٌ» ( أف 2: 8 ، 9). وبالاختصار يتحتم علينا أن يكون لنا المسيح فقط، لا المسيح وأعمالنا، لأنه كافٍ وحده لخلاصنا، ولا ينفعنا سواه، ولا نحتاج إلى زيادة عليه. ونحن إنما نُحقِّر كفاية فدائه لنا إذا أردنا أن نضيف عليه شيئًا من عندياتنا، كما لو كان داود حقَّر الرب بذهابه للقاء الفلسطيني بعدّة حرب شاول.

لا شك أن كثيرين من حكماء هذا الدهر، يحكمون على داود أن طريقه كان الجرأة والحماقة لأن اختبارهم لفنون القتال يختلف عن طريق الإيمان. فليحكم عقلاء هذا الدهر كما يشاءون، إذ لا فائدة من حكمهم، لأن داود عرف بمَنْ آمن، إنه عرف أنه ليس عن طيش وحماقة، تقدَّم إلى هذا الجبار، بل قد سلَّم قيادته لله القدير. آمن بقدرة الله، وكان سرور الله أن يقابله في ضعفه. ومع أن الأنظار قد استقرت على داود كشخص ممتلئ بكثير من الثقة بذاته، إلا أننا نعرف يقينًا أن داود كان يعرف ضعفه، ولكن ما شدد قلبه وسدّد خُطاه عندما تقدم لمقابلة هذا العدو المُخيف، هو قوة الله التي كانت معه، كما كانت عند شق مياه البحر وعبور جيش المفديين على اليابسة.

وعندما يأتي الإيمان بقوة الله للعمل، لا توجد قوة في العالم تستطيع أن تقف لحظة أمامه، أو تعترضه.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net